كشف وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، شكيب بنموسى، أمام مجلس النواب، اليوم الإثنين، أن وزارته وضعت كل السيناريوهات الممكنة أخذا بعين الاعتبار تطور الوضعية الوبائية بكل جهة. وأشار الوزير بنموسى إلى أنه سيتم تدبير الدراسة وفقا للاحتمالات والأنماط التربوية، كاعتماد نمط "التعليم الحضوري" كلما استقرت الوضعية الوبائية، واعتماد النمط التربوي بالتناوب، الذي يزاوج بين "التعلم الحضوري" والتعلم الذاتي المؤطر من طرف الأساتذة"، وذلك في الحالات التي تستوجب تطبيق التباعد الجسدي بالفصول الدراسية، وتفويج التلاميذ. كما ذكر عن اعتماد نمط "التعليم عن بعد" في حالة إغلاق الفصل الدراسي أو المؤسسة التعليمية طبقا لما هو منصوص عليه في البروتوكول الصحي للمؤسسات التعليمية، أو في الحالات الحرجة التي توصي فيها السلطات المختصة بتعليق الدراسة الحضورية. وستعمل الوزارة، حسب بنموسى، على اعتماد النمط التربوي الذي يتناسب ووضعية كل مؤسسة تعليمية، مع إمكانية تطبيق نفس النمط التربوي أو أنماط مختلفة داخل نفس الجهة أو الجماعة أو الإقليم، في تناسب تام مع مؤشرات الوضعية الوبائية على المستوى المحلي. وسيتم اعتماد مبدأ القرب في تدبير الحالة الوبائية، من خلال منح صلاحية اعتماد النمط التربوي المناسب إلى المصالح التربوية الجهوية والإقليمية والمحلية بتنسيق وثيق مع السلطات الترابية والصحية، أخذا بعين الاعتبار مؤشرات الوضعية الوبائية المحلية. وجدد وزير التربية الوطنية أنه كلما توفرت الظروف الملائمة، سيتم اعتماد التعليم الحضوري باعتباره الأسلوب الأكثر فعالية، بالنظر لطبيعته التفاعلية المباشرة بين المتعلمين ومدرسيهم، وباعتباره الضامن لتكافؤ الفرص بين التلاميذ المنتسبين لمختلف الأوساط المجالية والشرائح الاجتماعية. وأشار إلى أنه تم اتخاذ مجموعة من التدابير الكفيلة بتجويد عملية تفعيل الأنماط التربوية، باستثمار التراكمات والمكتسبات المحققة، وتجربة الموسمين الدراسيين السابقين، وخاصة من خلال استنفار أجهزة اليقظة والتنسيق والتتبع والقيادة على المستويات الجهوية والإقليمية والمحلية، لتأطير ومواكبة وتتبع سير الدراسة، واتخاذ كافة الترتيبات التربوية والإدارية والتواصلية الضرورية. كما تحدث عن استثمار الرصيد من الموارد الرقمية البيداغوجية المتوفرة، وتنويع الوسائط المعتمدة وإعمال العدة البيداغوجية لنمط التعليم بالتناوب والتعليم عن بعد، والعمل على تجويد المحتويات الرقمية المتوفرة، مع التركيز، خلال فترة التعليم عن بعد أو التناوب على التعلمات والمكونات الأساسية للمقررات الدراسية للرفع من النجاعة التربوية لهذه الدروس. وشدد على أنه تم تعزيز التدابير الكفيلة بتحقيق تكافؤ الفرص بين مختلف الأوساط المجالية والشرائح الاجتماعية، والتقليص من الفجوة الرقمية بين المتعلمات والمتعلمين، موضحا أن وزارته بتنسيق مع الفاعلين في مجال خدمات الاتصالات من أجل توفير خدمات الربط بشبكة الأنترنت بأقل تكلفة. وأبرز عن الرفع من مستوى تأطير عملية التعلم الذاتي من طرف هيئة التدريس، وذلك بتقديم التوجيهات والإرشادات الضرورية للمتعلمين بخصوص كيفية تدبير الحصص المنزلية، واستثمار المحتويات البيداغوجية، والمشاركة الفعالة في الأقسام الافتراضية، وتفعيل أدوار هيئة التفتيش والإدارة التربوية ومجالس المؤسسة في عمليات التأطير والمواكبة الميدانية للرفع من نجاعة الاستمرارية البيداغوجية، وبلورة الأنماط التربوية التي قد يتم اللجوء إليها.