أثارت التصريحات التي أدلى امحند العنصر، الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، في لقاء بمؤسسة الفقيه التطواني مساء يوم أمس، المزيد من الجدل بين الفاعلين السياسيين حول توقعات نتائج استحقاقات 2021، خصوصا أن العنصر قال بإن "القاسم الانتخابي الجديد سيؤدي إلى فرز أغلبية حكومية مريحة ب3 أحزاب، وأن الحزب الأول لن يتجاوز 87 مقعدا". الكلام الذي قاله العنصر يوم، سبق وأن أكده مصطفى اليحياوي الخبير في الملف الانتخابي وأستاذ الجغرافيا السياسية وتقييم السياسات العمومية، بحيث أن "خيار حكومة مكونة من تحالف ثلاثة أحزاب هو أمثل مخرجات الاستحقاقات المقبلة" وفق تعبير. وأوضح اليحياوي في تصريح ل"كود"، أن "تحالف يجمع بين الأحزاب الثلاثة الأكثر استعدادا تنظيميا للمنافسة، اي العدالة والأحرار والاستقلال وهي المؤهلة حاليا لأنه توجد لنفسها مرشحين قادرين على تغطية جميع الدوائر المحلية". وحسب الخبير في الجغرافيا السياسية، فإن مرشحي أحزاب "الاستقلال، البي جي دي، الأحرار"، لهم القدرة التنافسية لتعبئة أحجام أصوات بين 7000 و10000 الكفيلة بتأمين مقعد نيابي. وأردف المتحدث :"بحساب الأعداد، نظريا، كل من هذه الأحزاب أن تتوفر بين 60 إلى 85 مقعدا، وهو ما يؤهلها مجتمعة بالإضافة إلى المقاعد الجهوية أن تتوفر لوحدها على الأغلبية النيابية لتشكيل الحكومة دون الاضطرار إلى أحزاب صغيرة". وزاد اليحياوي موضحا :"ما سيقع، وهو محتمل جدا، أن يرتقي حزبا الأحرار والاستقلال في سلم الأحزاب من متوسطة إلى كبيرة وأن تتجمع الأحزاب الأخرى جميعها في خانة الصغرى، أي أن السلم سيضم فقط فئتين: كبيرة وصغيرة بدل الوضع الحالي الذي يضم ثلاث فئات: حزبان، فحزبان، فأربعة". ويرى اليحياوي أن الدولة ما تزال في حاجة للعدالة والتنمية، كما أن "ذلك لا يمنع من ضرورة تحقق التناوب عبر تحالف قبلي (قبل الانتخابات) يؤمن إعمال العرف الثقافي العابر للدساتير، أي الهشاشة النافعة التي تحقق استمرار القواعد المعتمدة في تاريخ ميزان القوى الدورة الانتخابية بالمغرب". وأضاف اليحياوي أنه :"كان بالإمكان ألا يضطر إلى مراجعة القاسم الانتخابي بأن توزع الأدوار بين الأحزاب الثلاثة داخل تحالف قبلي حول أرضية مشتركة إما عبر لوائح مشتركة وإما عبر دعم لوائح بعدم الترشح والتوصية بالتصويت لصالحها". وبخصوص وضعية الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، قال اليحياوي إن "وضعية الاتحاد الاشتراكي في اعتقادي لن تستفيد بالعناية التي مكنته داخل تحالف الأربعة بأن يدخل حكومة العثماني. السياق مختلف ومن الصعب أن يحافظ الحزب على الوضع التفضيلي.". وعن البروز اللافت لحزب التجمع الوطني للأحرار، قال المتحدث ل"كود" إن "الأحرار واقع حال تفرضه الازمة الحزبية الحالية. لا يمكن أن يستمر المشهد الانتخابي بالمغرب بدون ثنائية قطبية". وأضاف اليحياوي :"ولذلك فاللجوء إلى أخنوش أسبوعا بعد نتائج 2016 كان ضرورة لا محيد عليها. ليس هناك قائد حزبي الآن بإمكانه أن يوجد الطرف الثاني في هذه الثنائية غيره".