كشف بلاغ للمكتب المركزي للأبحاث القضائية، التابع لمديرية مراقبة التراب الوطني، معطيات جديدة عن التدخل الأمني في تطوان، الذي أسفر عن إحباط مخطط «داعشي» خطير لاستهداف المغرب عبر عمليات إرهابية باستخدام عبوات ناسفة. وأكد المصدر نفسه أن إجراءات التفتيش منازل المشتبه فيهم مكنت كذلك من حجز مجموعة من المعدات والمستحضرات الكيميائية التي تدخل في صناعة العبوات المتفجرة التقليدية، من بينها أكياس تحتوي على مادة الكبريت والفوسفور، وبراميل تضم وقود البنزين، وقنينات مملوءة بالكحول الحارق، وأكياس معبأة بكميات كبيرة من براغي لولبية وكريات معدنية ومسامير، بالإضافة إلى أسلاك كهربائية وبطاريات إلكترونية، وقنينات زجاجية فارغة يشتبه في تسخيرها لتحضير قنينات المولوتوف، ومواد سائلة مشبوهة سوف يتم عرضها على الخبرة التقنية لدى مختبر الشرطة العلمية والتقنية. وأفاد المصدر أن المعلومات الأولية للبحث تشير إلى أن أعضاء هذه الخلية الإرهابية وصلوا مرحلة متقدمة من التحضير والإعداد، إيذانا بالشروع في التنفيذ المادي لمشاريعهم الإرهابية، إذ وثقوا في شريط فيديو بيعتهم للأمير المزعوم لتنظيم «الدولة الإسلامية»، وفق الأسلوب والشروط التي يقتضيها هذا التنظيم الإرهابي، والتي حددوا فيها الأهداف العامة لمخططاتهم الإرهابية. كما أكدت الأبحاث والتحريات المنجزة، يضيف البلاغ، أن المشتبه فيهم قاموا بعدة زيارات استطلاعية لرصد وتحديد الأهداف المقرر مهاجمتها بواسطة عبوات ناسفة، أو باستعمال أساليب الإرهاب الفردي في عمليات تحاكي الأسلوب الإرهابي الذي يستخدمه مقاتلو تنظيم «داعش». وكان المكتب أعلن عن تفكيك الخلية بعد إيقاف 3 من المشتبه فيهم بالانتماء إليها بتطوان، والذين أشار إلى أنهم أودعوا تحت تدبير الحراسة النظرية من أجل تعميق البحث الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المكلفة بقضايا الإرهاب، وذلك للكشف عن جميع المشاريع الإرهابية والامتدادات والارتباطات المحتملة لهذه الخلية، التي تؤشر مرة أخرى عن تنامي المخاطر الإرهابية التي تحدق بالمملكة في ظل إصرار المتشبعين بالفكر المتطرف على تلبية الدعوات التحريضية التي يصدرها تنظيم «داعش». يذكر أن هذه العملية تدخل في سياق الجهود المتواصلة التي تبذلها المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني لتحييد مخاطر التهديدات الإرهابية ودرء المشاريع المتطرفة التي تحدق بأمن واستقرار المملكة.