دارت "كود" حوار حصري مع سعيد أمزازي، وزير التربية الوطنية والتعليم العالي والبحث العلمي والتكوين المهني، قدم فيه جملة من الإجراءات التي اتخذتها وزارته لضمان السير العادي ديال لقراية فهاد الظرفية الاستثنائية اللي كتمر منها بلادنا بسبب "كورونا" فيروس. وجاء الحوار اللّي دارتو "كود" مع الوزير أمزازي على الشكل التالي: 1) بعد أسابيع من تطبيق «التعليم عن بعد» كيف تسير هذه التجربة وكيف هو التفاعل معها، وواش يمكن نستمرو في الاعتماد عليها مستقبلا حتي بعد انتهاء «الحجر الصحي»؟ جواب: هاد التجربة ديال التعليم عن بعد راه ماشي بتجربة وليدة اليوم بل هي تجربة تعرفها عدة مؤسسات جامعية منذ الإصلاح البيداغوجي الذي تم اعتماده سنة 2014، حيث تم التنصيص في دفاتر الضوابط البيداغوجية الوطنية لمختلف الدبلومات على إمكانية تدريس "جزء من الوحدة" عن بعد. وهي تجربة تتم الاستفادة منها في هذه الظرفية الخاصة لتفعيل الاستمرارية البيداغوجية بعد تعليق الدراسة حضوريا منذ 16 مارس 2020. و قد أبانت هذه التجربة اليوم عن نجاحها، بدليل ما نشاهده من تفاعل للطلبة مع الدروس التي يتم بثها على المواقع الإلكترونية للجامعات والمؤسسات الجامعية ومواقع التواصل الاجتماعي سواء عبر الأسئلة المباشرة على الصفحات المخصصة لذلك أو عبر وسائل التواصل المباشر مع الأستاذ المشرف على الوحدة أو المادة. فيما يخص استمرار العمل بهذه التجربة، تجدر الإشارة أن المادة 33 من القانون الإطار رقم 51.17 المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، تنص على ضرورة اتخاذ جميع التدابير اللازمة والمناسبة لتمكين مؤسسات التربية والتعليم والتكوين والبحث العلمي في القطاعين العام والخاص من تطوير موارد ووسائط التدريس والتعلم والبحث في منظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، ولا سيما من خلال الآليات التالية: – تعزيز إدماج تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في النهوض بجودة التعلمات وتحسين مردوديتها. – تنمية وتطوير التعلم عن بعد، باعتباره مكملا للتعلم الحضوري. – إدماج التعليم الإلكتروني تدريجيا في أفق تعميمه. وفي هذا الإطار فقد خصصت الوزارة، قطاع التعليم العالي والبحث العلمي، ضمن خطتها لتنزيل الرؤية الاستراتيجية للإصلاح 2015-2030 : "من أجل مدرسة الإنصاف والجودة والارتقاء"، مشروعا لتعميم استعمال تكنولوجيا الإعلام في مجال التعليم العالي، يهدف إلى: – تعزيز استخدام تكنولوجيا الإعلام في التعليم العالي. – تطوير التعليم عن بعد لتيسير الولوج للتعليم العالي. 2) شناهي المعايير لي تعتامدت في اختيار الأساتذة اللي كلفوا بمهمة التدريس عن بعد؟ جواب: منذ الإعلان عن الحجر الصحي وتعويض الدروس الحضورية بدروس عن بعد ابتداء من 16 مارس 2020، أحدثت على صعيد الوزارة لجنة تتكون من ممثلي عن ندوة رؤساء الجامعات ومديري الإدارة المركزية المعنيين، أنيطت بها مهمة تدبير هذه المرحلة لتمكين الطلبة من الاستمرارية البيداغوجية عن طريق تعزيز نظام التعليم عن بعد. وتجدر الإشارة أن هذه العملية تتم على ثلاثة مستويات بشكل متواز: – دروس عن طريق دعامات الكترونية متنوعة، تم إعدادها بشكل تدريجي من طرف الفرق البيداغوجية والإدارية والتقنية بالجامعات. حيث قام جل الأساتذة الباحثين، بتنسيق مع جامعاتهم ومؤسساتهم الجامعية، ببث دروسهم ومحاضراتهم عبر المواقع الإلكترونية للجامعات والمؤسسات الجامعية أو عبر صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي. – دروس ومحاضرات عبر القناة التلفزية الرياضية ابتداء من يوم الأربعاء 25 مارس 2020، في إطار المبادرة التي أطلقتها الوزارة بتعاون مع الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية. حيث يتم اختيار الدروس لبثها على القناة التلفزية، بتنسيق مع رؤساء الجامعات والمؤسسات التابعة لها. – دروس بالمحطات الإذاعية الجهوية في إطار الشراكات التي تربط الجامعات بهذه المحطات. 3) كيفاش كيجري تدبير مشكلة أن الاستفادة من هاد الخدمة مكيشملش جميع المتمدرسين لي ماشي كلهم عندهم الوسائل التكنولوجية باش يقراو عن بعد خاصة فالمناطق النائية؟ وفحالة مكانش حل يشمل هاد الفئة كاملة واش غاتكون سنة بيضاء أو غاتنجحهوم بدون مايقراو بقية الدروس؟ جواب: لابد من التذكير أن هذه الوزارة وبشراكة مع وزارة الصناعة والتجارة والاقتصاد الأخضر والرقمي والوكالة الوطنية لتقنين المواصلات عملت على جعل ولوج المواقع الإلكترونية الخاصة بالتعليم عن بعد مجاني وذلك قصد تخفيف عبء تكلفة الانترنيت عن الطلبة وتمكينهم من الاستمرارية البيداغوجية وتتبع دروسهم وتحميلها في ظروف جيدة، زد على ذلك أن الطلبة وقبل مغادرتهم لمؤسساتهم الجامعية تمكنوا من الحصول على دروسهم في صيغة ورقية وأخرى إلكترونية. 4) كيفاش الرياضية كتبت دروس جامعية قليلة فالوقت اللي كاينين العشرات ديال التخصصات والجامعات والمعاهد العليا؟ واش هذ الدروس اللي كاتبث أساسية أو فقط تكميلية للاستئناس؟ قبل الإجابة على هذا السؤال، لابد من الإشارة أنه حوالي 91 % من مجموع طلبة التعليم العالي بالمغرب مسجلين بسلك الإجازة بالمؤسسات الجامعية ذات الولوج المفتوح، وبالتالي فقد تم التركيز في البداية على تدريس مواد في مختلف الحقول المعرفية التي يتم تلقينها بهذه المؤسسات (كليتي الشريعة، وكلية أصول الدين، وكليات الآداب والعلوم الإنسانية، وكليات العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية، وكليات العلوم، والكليات متعددة التخصصات) ولاسيما تلك الخاصة بسلك الإجازة في الدراسات الأساسية. هذه الدروس هي بمثابة ملخصات في حدود نصف ساعة تركز على ما هو أساسي وضروري للتحصيل. 5) بالنسبة للتخصصات اللي كتحتاج تجارب ميدانية، خصوصا التكوين المهني والطب (خصوصا أنه متلا الطب كيخصهم تداريب استشفائيه)، والهندسة، واش الوضع غايستمر هكا ولا غاديرو افواج ليهم ويرجعو للاقسام والمختبرات يقراو فيها؟ بالنسبة لتخصصات الطب والهندسة فقد راسلت الوزارة الجامعات من أجل تجميع الدروس النظرية والأعمال التوجيهية وتمكين الطلبة منها عن طريق مختلف الوسائل الالكترونية المتاحة لديها، أما فيما يخص الأشغال التطبيقية والتداريب، بما فيها التداريب الاستشفائية، فسيتم إنجازها إضافة إلى ما تبقى من الدروس النظرية والأعمال التوجيهية، بعد رفع الحجر الصحي واستئناف الدراسة، حيث سيتم تنظيم دورات استدراكية بشكل سلس حتى يتمكن جميع الطلبة من الاستفادة منها 6) وبالنسبة لطلبة الدكتوراه اللي ملزمين يعمرو كناش الحضور بعدد من الساعات فكل عام ودابا جميع الندوات الأكاديمية والعلمية تلغات شناهو المصير ديالهم؟ وعلاش مكايناش مبادرة باش يتم بت ندوات علمية فالقناة الرياضية؟ بالنسبة لطلبة سلك الدكتوراه فهم على تواصل دائم، عن طريق مختلف الوسائل الالكترونية المتاحة، مع الأساتذة المشرفين على أطروحات الدكتوراه الخاصة بهم، لا سيما في الجانب النظري أما فيما يتعلق بالوحدات التكميلية المنصوص عليها في دفتر الضوابط البيداغوجية الوطنية لسلك الدكتوراه فقد تم تأجيل ما تبقى منها إلى حين رفع الحجر الصحي واستئناف الدراسة. 7) واش طوروتو برامج معلوماتية أخرى للتعليم عن بعد، وماهي الرسالة التي توجهونها للتلاميذ والطلبة والأساتذة المساهمين في إنجاح هذه التجربة فهاد الفترة الاستثنائية لي كتمر منها لبلاد؟ جواب: أولا أستغل هذه المناسبة لأشكر رؤساء الجامعات ورؤساء المؤسسات الجامعية وجميع الأساتذة الباحثين بدون استثناء والأطر الإدارية والتقنية على انخراطهم التام في إنجاح تعزيز التعليم عن بعد ومواكبة طلبتهم خلال هذه الفترة الاستثنائية التي تعيشها بلادها، كما أنوه بجميع الطلبة على تجاوبهم وتفاعلهم مع الدروس التي تبث سواء عبر قناة الرياضية أو الإذاعات الجهوية أو عبر المواقع الإلكترونية للجامعات والمؤسسات الجامعية ومواقع التواصل الاجتماعي. فيما يخص تطوير برامج معلوماتية أخرى للتعليم عن بعد، تجدر الإشارة أيضا أنه تم إعطاء انطلاقة المنصة الجامعية الرقمية المغربية المخصصة للدروس المفتوحة والمكثفة عبر الأنترنيت يوم الجمعة 12 يوليوز 2019 بالرباط. وتروم هذه المنصة التي جرى تطويرها بشراكة بين وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي والمجموعة الفرنسية ذات النفع العام «GIP FUN»، والتي تعتبر الأولى من نوعها بالمغرب والقارة الإفريقية، تطوير دروس خاصة عبر الأنترنيت موجهة لمجموعات صغيرة، وتعزيز التعاون بين الجامعات المغربية والفرنسية بهدف تطوير تكوينات عن بعد مشتركة، والتي تتلاءم مع خصوصيات التعليم العالي بالمغرب. موازاة مع ذلك، لابد من التذكير بمبادرات ومجهودات عدة جامعات التي تروم تعميم استخدام تكنولوجيا المعلومات في التعليم العالي، من أجل المساهمة في رفع العديد من التحديات، سواء تلك المرتبطة بالاكتظاظ أو جودة التكوينات أو الاندماج المهني للخريجين الشباب.