أنا الموقع أسفله عمر أوشن الساكن في حي كيش الأوداية تمارة الحامل للبطاقة الوطنية رقم كذا.. أصرح وأشهد أنني خرجت من منزلي لمدة ساعتين للأسباب التالية: زيارة صديق في العزل دون مصافحة.. آداء فاتورة “أورانج “لإبني ..وفاتورة ريضال. شراء ماء معدني ومواد غذائية وقنينة نبيذ بوفالون..ثم العودة نيشان للدار .. التوقيع … التصريح ليس خيال سخرية .. التصريح الذي كان نكتة بين الأزواج عن حكومة الزوجات التي تحدد أوقات دخول و خروج “الجوج” من وإلى الدار صار حقيقة مؤلمة.. لكنها حقيقة صادمة..هذا ما تفعله كورونا وسطنا اليوم.. تكشف عن أقصى حالات هشاشتنا البشرية والوجودية والإنسانية.. مركزان أساسيان في حياة الناس والشعوب زعزعتهم جائحة كورونا : قطب الأديان وقطب الأموال.. الثروات لو إستمر الحال لا قدر الله ستتحول بضاعة بيريمي.. أما رجال الدين فقد هربوا من الحرب وأكتفوا بالدعاء من الكنائس والمعابد.. كورونا بدت أكبر من رجال الدين ومن رجال الأعمال..أصبحوا أقزاما أمامها.. والجميع ينتظر ما سيخرج من المختبرات وطب الأوبئة والفيروسات.. لا كلمة تعلو اليوم على ما يقوله الأطباء والخبراء والناس الذين يواجهون الحرب بكل شجاعة .. الحياة على الأرض صارت مهددة بالتوقف .. كائنات كثيرة إنقرضت ..لماذا لا ينقرض البشر..؟ ما المانع ..الإحساس ب “السوبر مان “والقوة والتفوق مجرد هلوسات وأوهام.. ماهي دروس الجائحة ومن هم الخاسرون في حرب الكورونا على الكون..؟ كثيرة جدا هي الدروس و منها: أن الثقة في الحياة ستضعف فيما سيزداد الخوف وسؤال الوجود.. أن النظام العالمي سينهار ..ويأتي مكانه نظام جديد آخر.. أن تناسل البشر مثل فئران وأرانب على الأرض الصغيرة لا ينتج عنه سوى كورونات.. يلزم تحديد النسل الى أن نعرف أين نمضي..؟ الصين والهند وباكستان وماليزيا ونيجيريا ومصر وغيرها..فين زايدين..؟ نحو كورونات ..؟ الأرض سفينة واحدة نركبها جميها ونبحر.. إما نغرق جميعا أو نبحر في سلام و تعايش.. الأديان لمن يخشى سؤال الموت فقط..لا تعول أن تنقذك في جائحة تهدد الإنسان من وجه البسيطة.. النيوليبرالية بضاعة منهية الصلاحية.. الرأسمالية المتوحشة والصحة والتعليم لمن يملك فقط أشياء تتهاوى و تسقط أمامنا.. الأمريكيون و السويسريون والبلجيكيون والمغاربة وكل الأجناس سواسية تقريبا في غرائز الخوف و اللهطة والهجوم على الأوساق والمتاجر ساعة الهلع والبسيكوز الجمعي.. الأمريكيون عادوا الى زمن الكوبوي وهرولوا يشترون السلاح .. لو كان السلاح يباع عندنا في كارفور كان سيتزاحم البشر لشراءه..الغرائز حيوانية.. لا فرق بين البشر والقردة و الأرانب في لمس الوجه والفك والشفاه. لم أطرح يوما هذا السؤال كم مرة نلمس وجوهنا بأكفنا في الذقيقة والساعة..؟ الصين بلد يبيع لك السليب والتقاشر يسبب أمراض الجلد بثلاثة دراهم ويصنع البلغة المغربية مزورة واليوم قدم لنا هدية قاتلة إسمها كورونا.. علي بابا إكسبريس موقع البيع الصيني على النيت لن يكون بديلا في السوق العالمية مستقبلا.. الدول التي تهربت من إنقاذ صحة الناس عادت اليوم تولول وتنتحب على صحة شعوبها نموت جميعا أو نعيش جميعا.. فيزا شينغين لم تعد تساوي بصلة.. الأسر في العزل ستكتشف حياة أخرى..تتحدث الى بعضها ..تتخاصم أكثر. تجتمع على طاولة عشاء.. والطلاق سيزداد حسب رأي نفساني فرنسي.. المتسولون والمشردون وجدوا أنفسهم وحدهم في الشارع.. أفلام الخيال العلمي تحققت اللحظة.. الحدود مقفولة والمطارات مغلقة والبحر من ورائكم و كورونا من أمامكم وليس لكم إلا القتال أوالموت.. أيها النمل أدخلوا مساكنكم.. الموت والعدم سؤال يهرب منه البشر.. و رجال الدين الذين عولنا عليهم هربوا وإختفوا.. الشائعات تعبير عن فقر روحي وخوف وإرتباك ..ولا وجود لملائكة تحلق فوق الكعبة و لا فوق برج إيفيل المهجورين.. باريس حزينة..والرباط حزينة.. طنجة وبيروت و برسلونة وروما وأمستردام وطهران ..حزن فوق خوف..و خوف على حزن.. نحن في حرب.. نحن في حرب..قال السيد الرئيس.. خوف وغضب غريتا تومبيرغ الطفلة السويدية 16 سنة التي خطبت في الاممالمتحدة تدق ناقوس الخطر يتحقق.. الأرض في خطر ..الأرض في خطر والقطيع لن يفهم هذا التنبيه.. الصحة العمومية وإنقاذ صناديق الرعاية الإجتماعية أولا.. العمل عن بعد “تيلي ترافاي” هو المستقبل.. الحركة على الأرض يجب أن تنقص وتنقص وتنقص.. المقابر لن تكفي لو وضعنا السيناريو المتشائم..والموتى لن يجدوا من يدفنهم.. سيحرقون في أحسن الحالات.. التجمعات ..كل التجمعات تهديد للسلامة والأمن والحياة.. الحب ممكن في زمن الحرب لكنه غير ممكن في زمن الكورونا.. لا مكان للصوص يهربون إليه.. وأبو النعيم المسطي يستحق أن يقيد بالسلاسل ويشرب الحبوب المهدئة في الأوقات..