في المغرب الحداثي الديمقراطي يمكن أن تشري سكنا شقة صغيرة عبر قروض بنكية.. و تبقى تخلص في كل أصناف الضرائب والفوائد عشرين عاما. فوائد كأنها نصباحتيال على الفقراء. .لكن عليك أن تحمد الله على الخير والإحسان الذي فعلوه فيك .. ونهار تطلب جبر الضرر لي هو حقك قانونا..استعادة بعض الضرائب التي أديتهامكررة و مضاعفة دون وجه حق ..تقوم الدولة الحداثية تطلب منك قفة من الأوراق والوثائق التي تثبت أنك حي.. أنك تؤدي الضريبة ..أنك تدفع الفوائد التي لا يعلمها إلا الله.. أنك تسكن في شقة مرهونة للبنك.. أن ورقة ريضال هي عنوانك.. أن لك بطاقة وطنية..أنك مسجل في اللوائح الانتخابية.. أنك طيحت السروال ..أن البنك قد نهبك نهبا ..أن المقدم والقايد يشهدان بوجودك..أن و أن …و أن…. مصيبة وصافي .. النموذج التنموي على الطريق الصحيح .. الويل لمن دخل البوبينة والمتاهة. مشهد آخر من مشاهد بؤس الإدارة المغربية يمكن أن تصادفه في ديوانة باب سبتة .. سيدة طنجاوية مقيمة بإسبانيا ومتقاعدة عبرت من باب سبتة عائدة عند أسرتها.. تحكي المرأة غاضبة من تصرف أرعن صدر من جمركي ..تقول أنها مصدومة من معاملة منحطة حسب تعبيرها.. الجمركي اجتهد حتى شاط ليه الخير..وإحتجز لها علبة بسكويت ماريا ومكرونة.. إيه علبة ماريا و مكرونة ..هذا ما يهدد إقتصاد البلد وسلامته الصحية.. نزعها منها ما قيمته 20 درهما..دون أي توضيح أو تفسير أو وثيقة تثبت أن المهاجرة أدخلت علبة كيكس ماريا وأن الرقيب الجمركي منعها . كيكس ماريا أصبح مادة مهددة للأمن الوطني والقومي.. ألا يمكن في هذه الحالة حجز علبة سجائر يدخنها مهاجر عائد الى البلد .. ألا يجوز حجز قنينة صغيرة ماء “لانخرون” المعدني يحملها معه عابر معبر ..يحصل هذا بينما نرى يوميا موادا بضاعة صينية رديئة تغزو البلد وسخانات متفجرة و شارجورات قاتلة حارقة و بضائع أخرى مخربة للحياة علمها عند الله.. أنا أحب ماء لانخرون..و كيكس ماريا كان يوم السعد هو يوم أكله في الطفولة .. عدت مرة من عطلة في إسبانيا في صحة جيدة ..ولعل ذلك كان بسبب نعمة ماء”لانخرون ” و ماء “ريوخا” وبسكويت ماريا.. أما الصين بصحتهم أكل الجرذان والخفافيش وكل ما يدب على الأرض..