على بعد خمسة أيام من انطلاق المؤتمر الرابع لحزب الاصالة والمعاصرة، بمدينة الجديدة، يستمر الجدل بين أنصار المرشحين للأمانة العامة للبام. التكهنات بشأن هوية الأمين العام القادم، تزيد من حدة التوتر وترفع الاندرينالين في نفوس الباميين قبل بدء العد التنازلي لانتخاب أمين عام جديد للحزب. وقبل انقضاء الأيام الخمسة، يسارع كل واحد من المرشحين للأمانة العامة الوقت، للفوز بنقاط تؤهله ليصبح رابع أمين عام منتخب بمؤتمر عادي والخامس إذا احتسب بنشماش كأمين عام. عبد اللطيف وهبي الثعلب الصبور لا أحد سيجادل حول أن مطمح الوصول للأمانة العامة كان يراود عبد اللطيف وهبي، وهو يرى أشخاصا بعيدون عن السياسة يسيرون الحزب، لكنه ثعلب صبور، انتظر سنين طويلة دون أن يفصح عن رغباته، وبعدما تهيأت له الظروف أعلن أن انسلاخ البام عن فترة تلقي التعليمات سيكون في عهده. أول ترجمة لكلامه كانت في تصريحاته التي جعلت بنشماش يصدر بلاغا يحاول فيه تأليب السلطات على وهبي، لكن لا شيء وقع، واستمر وهبي في تقديمه للعهد الجديد للبام، وفي ظل معركته مع ظلال العهد القديم المتمسكون ببقاء الحزب كما كان، لم يلتفت وهبي للمرشحين المنافسين، لأن يرى أن من تقدموا للمنافسة لا يرقون لمنافسته بشكل فعلي. الشيخ أو حين توضع الأمانة العامة بيد الله الشيخ بيد الله، الأمين العام الأول للحزب، عاد مرة أخرى لينافس على منصب الأمانة العامة بعدما ناله في أول مؤتمر خلال سنة 2009 ، وعلى عكس المرة الأولى التي فاز فيها بالأمانة العامة لأنه اقترح وتم تعيينه وليس انتخابه، فإنه هذه المرة مضطر لخوض الانتخابات من أجل الوصول للأمانة العامة، وعدهي العملية التي ستكون جديدة على بيد الله. مصادر “كود” قالت أن العديد من وسائل الاعلام طلبت إجراء حوار مع بيد الله كمرشح لكن رفض جميع طلبات المنابر غير المقربة من بنشماش، وذلك حتى لا تحاصره بأسئلة قد لا يستطيع الإجابة عنها. وزادت ذات المصادر، أن بيد الله كان ينتقي المنابر تحاشيا لقوله أي كلام قد يتسبب في تقريعه بشدة، ولهذا كان يرد على طلبات الصحفيين بإجراء حوار معه بالقول :” واخا مرحبا ولكن غادي نجاوبكوم من بعد” أو بجملة “حتى يصحو الجو”، وكأن حالة الطقس في البام غائمة بشكل متلبد. وبينما رفض عدة منابر، فقد قالت مصادر “كود” أنه قبل تلك التي تعتبر مقربة من بنشماش. عبد السلام بوطيب : المناظرة أو مالاعبش عبد السلام بوطيب المرشح للأمانة العامة الذي لا يملك حق الترشح، أعلن عن خوضه نزال المؤتمر الرابع لأنه يرى أن كلا من وهبي وبيد الله لا يفهمان سبب تأسيس البام، ولا يفهمان أزمته، ولأنه يفهم الأزمة وأسباب النزول قرر الترشح لتنوير الجميع. بوطيب الذي أعلن ترشحه على الفايسبوك، قام أيضا بإعلان عدم ترشحه على الفايسبوك مرة أخرى، موضحا أن ذلك راجع بالأساس إلى ربطه لترشحه بضرورة تنظيم مناظرة بين المرشحين، وأن عدم تنظيم المناظرة يجعله يعلن انسحابه من الترشح!. مصدر من داخل البام علق ل”كود” على قرار بوطيب بالقول :” ما فعله بوطيب أشبه بما يفعله الصبية حين يرهنون لعبهم بالشروط، وعدم تنفيذها يجعلهم ينسحبون، غير أن ما لا يفهمه بوطيب هو أن لا أحد طلب منه الترشح كما لا أحد علم بانسحاب شخص لم يترشح اصلا”. وزاد المصدر :” بوطيب يعلم أنه لا يمكنه الترشح بسبب القانون الذي سيقدم للمؤتمرين ويفرض على مرشح الأمانة العامة إما أن يكون عضوا في المكتب السياسي لولاية واحدة، أو عضوا في المجلس الوطني للحزب لولايتين متتاليتين، وهو لا يملك أيا من ذلك، لذلك أوجد لنفسه مخرجا، والحقيقة أنني تمنيت لو تم السماح له بالترشح بشكل استثنائي لنرى عدد الأصوات التي سيحصل عليها.” المكي الزيزي الطيبون لا يصلحون للسياسة يريد المكي الزيزي حسب مقربين منه أن يكون رجل مرحلة اتحاد الباميين، وأن يجمع ما فرقته السياسة والحروب داخل الحزب، وقد أعلن عن ذلك صراحة أيضا في عدة تصريحات لوسائل الاعلام، الأمر الذي جعله نبي المرشحين، غير أن السياسة لا تحب الأنبياء. قيادي بامي قال ل “كود” : المكي رجل طيب، لكن السياسة لا يصلح لها الطيبون. ويسارع المكي الزيزي الزمن لحشد الانصار لأطروحته الرامية إلى أن فوز وهبي أو بيد الله بالأمانة العامة سيجعل الحزب ينقسم، لذلك ترشح هو حتى يفوز بالامانة العامة لكي لا ينقسم الحزب. سمير بلفقيه المتتبع لتصريحات وهبي لا يختلف اثنان عن كون سمير بلفقيه شاب مثقف، مثال للمرشح الشاب للأمانة العامة وسط الكهول والشيوخ، إلا أن عيب بلفقيه أنه يقتات على تصريحات وهبي، ليبرز في الصورة. بلفقيه الذي يدعوا لقيم الحداثة ويدافع عنها منذ تأسيس البام، قال أنه كان يدافع عن التحالف مع البيجيدي في الحكومة منذ سنين، وأنه لا يرى مانعا في ذلك الآن مادام الأمر سيبقى في خانة التسيير أما فيما يخص معتقدات الحزب فهي لن تتغير. حديثه جاء بعد الضجة التي أحدثتها تصريحات وهبي بخصوص الاسلام السياسي والتحالف مع البيجيدي. ويرى أخرون أن ما يقوله بلفقيه صالح فقط للاستهلاك، لأن التحالف مع البيجيدي كما ينظر له بلفقيه، غير موجود ولا يمكن تطبيقه، وسينهار في أول صدام لكون البيجيدي سيكون دائما حاضرا بجلباب الدين خلال التشريع، بينما سيكون البام حاضرا ببذلة الحداثة، ولا يمكن مثلا أن يتم تمرير قانون لإباحة الإجهاض لأن البيجيدي لن يوافق فماذا سيفعل البام هل سينصاع للحفاظ على الاغلبية أو سيرفض ويفجر الوضع؟. هل تغير البام؟ دأب حزب البام على منح الأمانة العامة لمرشح واحد بالاجماع، باستثناء الباكوري الذي ضاعت منه 29 صوتا من أصل 388 بعدما ترشح ضده سمير كودار، في الوقت الذي فاز كل من الشيخ بيد الله والياس العماري بالامانة العامة بالاجماع. خلال المؤتمر الرابع اختلطت الأمور كثيرا، واعلن المرشح الاوفر حظا عبد اللطيف وهبي أنه ليس مرشح المخزن، والبام في عهده لن يكون حزبا تابعا لأحد، لكن تأبى الطبيعة أن تترك البام يختار أمينه العام وسط عدة خيارات، حيث قدمت هذه المرة ولأول مرة مرشحا ومعه أرانب سباق عكس القاعدة التي تضع مرشحين ومعهم أرنب سباق واحد.