مباشرة بعد إعلان حكم المقابلة عن صافرة النهاية، خرجت الجماهير مستاءة من النتيجة التي إنتهت بها مقابلة المغرب والارجنتين، بعدما كانوا ينتظرون مشاهدة مقابلة قمة بين المنتخبين، وبينما كانت النتيجة غير مرضية، فإن الغالبية شكرو الله على عدم لعب ميسي ودي ماريا وايغوايين، الثلاثي الذي كان لحضوره أن يجعل المغرب ينهزم بحصة كرة سلة أمريكية. وبينما كانت النتيجة هي المهمة، فإن المقابلة تحكمت فيها عدة عوامل لو غابت كانت المقابلة لتكون أفضل. ملعب في مواجهة الرياح حقاش مدينة طنجة جات فالكوان ديال المغرب بين جوج بحورة، فهذا يجعلها مدينة للرياح، ولو أن المهندس العبقري الذي فاز تصميمه لإنشاء ملعب إبن بطوطة، وضع في حسبانه هذا الأمر لكان قد أعطى الملعب شكلا هندسيا يحميه من قوة الرياح العاتية، التي أضرت بالمباراة بشكل كبير، وجعلت من الاستحالة تحكم اللاعبين في الكرة. بالاضافة إلى الرياح، فإن المكان الذي أنشئ عليه ملعب ابن بطوطة هو ربوة أعلى من طنجة، ما يعني أنها أكثر منطقة معرضة للرياح، وحين يجتمع قصر النظر، لا يمكن إلا أن يولد ملعبا على شكل ملتقى للتيارات الهوائية، تضربه الرياح من كل جانب، الشيء الذي عايشه المغاربة يوم أمس في الملعب الكبير لطنجة. تنظيم غير محكم إن الأشخاص الذين تفتقت عبقريتهم عن ترك مدخل وحيد لعبور أصحاب تذاكر 30 درهم الذين كانوا أغلبية ساحقة يوم أمس، لهم حمقى يجعلون الجمهور غاضبا قبل بداية المقابلة، الامر الذي كاد أن يهدد بإنفجار الاوضاع، لولى أن جمهور طنجة الجميل ينأى بنفسه عن المشاحنات. وعاينت “گود”، الجماهير وهي تخترق أحد السياجات المحيطة بالملعب من أجل العبور، ذلك أن البوابة الوحيدة المفتوحة تحلق حولها الالاف. عنف غير مبرر للاعبين من كان يشاهد المقابلة يوم أمس عن قرب، خرج بإنطباع أن اللاعبين المغاربة والارجنتيين، كانوا يلعبون نهائي بطولة دولية، بسبب العنف الذي طبع المقابلة من صافرة البداية إلى نهايتها، ولو كنا أمام مقابلة رسمية غير ودية، لشاهدنا الحكم يخرج البطاقات الحمراء. العنف المتتالي في المقابلة بالاضافة للرياح العاتية، أفقدا المباراة حلاوتها، بينما يبرر بكون المغاربة رغبوا في حصد الفوز بأي ثمن ليظهروا مستواهم حين عاكستهم الرياح، بينما الارجنتيين كان ضغط الصحافة والجمهور الارجنتيني حاضر معهم في المقابلة، بسبب مستواهم الآخذ في الانحدار منذ كأس العالم، رغم كل هذا يبقى العنف الذي شوهد في مقابلة الامس لا يعبر عن احترافية كلا المنتخبين وينزل بهما إلى أقسام الهواة في البطولات المحلية. جمهور طنجة الجميل هو جمهور الليغا، جمهور اتحاد طنجة، وجمهور المستديرة اينما لعبت، أطفال صغار رفقة ابائهم، وأسر بأكملها حجت لمشاهدة المباراة، منظر تشاهده على قنوات الرياضة الناقلة لمقابلات الليغا والبطولات الاوروبية، اليوم صار بالامكان مشاهدته في المغرب وإن حاولت الرياح حجبه، لكنه حضر بالأمس جاعلا الجمهور الطنجاوي واحدا من أفضل الجماهير المغربية، إن لم يكن أفضلها. خسارة شعلات مواقع التواصل الاجتماعي رغم أن حصة الخسارة لم تكن ثقيلة، مقارنة مع اسم المنتخب الارجنتيني، لكن يحق للجمهور أن يغضب بغض النظر عن مبرر الرياح، لكوننا أمام منتخب من المحترفين يلعب في جميع الظروف، ولا يركن إلى التبرير، منتخب إستطاع أن يظهر علو كعبه أمام البرتغال واسبانيا في كأس العالم، حتى كانت مشاركته مشرفة رغم حصده لنقطة وحيدة، ومن هذا المنطلق يعي الجمهور المغربي أن الخسارة هي أحد ركائز الكرة، شرط أن يلعب الفريق بروح الفوز. ما حدث في مقابلة الارجنتين أظهر مستوى غير الذي كان عليه المنتخب المغربي، قد لا يحكم الجمهور على مقابلة، لكن نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي يتخوفون من أن تكون مشاركة المغرب في كأس إفريقيا فاجعة أخرى في مسلسل “إذا خسر المنتخب الفلاني وتعادل الثاني يصعد المغرب”.