إسلاميو المغرب فرحوا كثيرا بما وقع في الأردن. العاهل الأردني أقال الحكومة وعين أخرى على رأسها مدير ديوانه السابق وطلب منه أن يفتح حوارا مع الإسلاميين ودعوتهم للمشاركة في حكومة انتقال وطنية. خطوة العاهل الأردني جاءت بعد الضغط الشعبي العالي وأيضا وهذا هو المهم الابتزاز الرخيص الذي مارسه الإخوان الأردنيين بدعوتهم لمقاطعة الانتخابات البلدية القادمة والنزول إلى الشارع. إخوان المغرب رأوا في الخطوة انتصارا لهم، وهم اليوم يطالبون بحقهم في الحكم هم أيضا. شخصيا أومن حتى الموت بالديمقراطية لكن في شموليتها وليس في جانبها التقني المرتبط بنتائج التصويت. على الإسلاميون اليوم إن أرادوا أن يحكموا وان يتبعهم المغاربة بكل اطمئنان أن يحددوا فقط موقفهم بكل وضوح من المرجعية الإسلامية التي يقوم عليها خطابهم لأنها تتنافى بكل بساطة مع الديمقراطية. حينما تواجههم بهذا المطلب يتهربون كعادتهم ويصرخون :"نحن نريد ديمقراطية بخصوصيات إسلامية". هذه العبارة المتناقضة هي قمة الديماغوجية التي يتقنونها محاولين "الغميق" على المغاربة. واش عمّركُم سمعتو شي حاجة فالإسلام، أو في أي ديانة أخرى، اسمها الديمقراطية؟ الإسلاميون يعون جيدا الفرق بين الديمقراطية والدين، ويفهمون أن ما بيناتهوم غير التيقار، ومع ذلك يستمرون في الهروب إلى الأمام.
الديمقراطية يا "إخوان"، مبنية أساسا على الفصل بين السلطات، أما الإسلام فيجعل كل السلطات بيد شخص واحد هو الإمام خليفة الله في أرضه. الديمقراطية جاءت لترسيخ حرية الاعتقاد واحترام الحريات الفردية، أما الإسلام فيحكم على المرتد بالقتل، ويباح دمه وماله أو في أحسن الأحوال يخضع لنظام الجزية فيدفع قدرا ماليا لخزينة ولي الأمر . الإسلام يجعل الأنثى أقل مرتبة من الرجل عقلا ودينا، ويمنحها نصف الميراث ويمنعها من حق الإمامة والحكم...والديمقراطية تمنحها حقها كاملا في إطار مساواة بين الجنسين أساسها الالتزام بالحقوق والواجبات، أي ما يسمى بالمواطنة...
الأنظمة الديمقراطية هي التربة الخصبة التي تزهر فيها العقول وتبدع في الموسيقى والتمثيل والتشكيل والسينما والآداب، أما الإسلام فكل هذا في حكمه حرام في حرام...الموسيقى غواية من الشيطان والتمثيل رجس من عمل الشيطان والتشكيل محاولة لتقليد الخالق، ومواقف "العدالة والتنمية" من كل أشكال الفن والآداب معروفة. إلى وقت قريب، اعتدنا سماع صرخات الرميد وبنكيران والريسوني ترتفع مُدينة المهرجانات والأفلام واصفة إياها بالنجاسة والرذيلة....مع هاد الشي كامل، آش من علاقة للديمقراطية بالإسلام سواء في الأردن أو المغرب؟