منذ مدة والمحامي محمد زيان مشغول بإلياس العمري. ولا أحد يعرف السبب. وفي كل قضية يأتي به. ويقحمه في الموضوع. ويتهمه بالانفصال. وبالتآمر. وبتأجيج الوضع. وبالجمهوري. وبما لا يخطر على بال من تهم خطيرة. ويدافع عن معتقلي الريف وعينه على إلياس العمري. ويبحث عن الملفات ليورطه. حتى أنه صار شغله الشاغل. ولا هدف له في هذه الحياة إلا إلياس العمري. وينتظر أي فضيحة. وأي احتاج. وأي محاكمة. ليخبرنا أنه هو السبب. وله يد فيها. وإذا انتصب عضو فلان. فإلياس هو السبب. وإذا تفجرت فضيحة جنسية. يشير محمد زيان بأصبعه إليه. وربما الجميع انتبه إلى حاجة محمد زيان لغريمه. وأنه ضروري بالنسبة إليه. ويمنحه معنى للحياة. وبفضله يصرخ. وبفضله ينظم الندوات. ويستدعي الصحافة. وتشعر أن محمد زيان مهووس بإلياس العمري. وتشعر أنه مكلف به. وأنه يؤدي مهمة. ويناضل من أجلها. ويعتبرها مبرر وجوده في هذه الدنيا. وقد حول حزبه إلى حزب لمناهضة إلياس العمري. وجعل من إسحاق شارية نسخة منه. وأي شيء يقع في المغرب. فخلفه إلياس العمري. ويقول لنا: ابحثوا عنه. وربما يحلم به. وربما صار مسكونا به. فيفرح به حزب العدالة والتنمية بمحمد زيان. وتنشر فيديوهاته الصحافة المتعاطفة مع الإسلاميين. ولا يخبرنا زيان عن السبب. ويتطوع للدفاع عن معتقلي الريف. وفجأة. يتركهم. ويركز على إلياس. ويدافع عن توفيق بوعشرين. ومع الوقت. ينسى قضيته. ويستحضر العمري. وتظن أنه يتخذ كل القضايا مطية للوصول إلى إلياس العمري. ولا يهمه شيء إلا هو. ولا يهمه قانون. ولا تهمه عدالة. ولا يهمه حق. إلا إذا كان سيسمح له بالهجوم عليه. واتهامه. فيركز عليه. ويستحوذ إلياس العمري على كل تفكيره. ويمنحه طاقة رهيبة. ويمنحه هدفا في الحياة. لكن لا أحد منا يعرف السبب. بينما زيان يعرف. ويقول كل شيء. ويقترح تزويج المشتكيات بتوفيق بوعشرين. ويتحدث عن كل القضايا. وحين يتعلق الأمر بهوسه بإلياس العمري فهو يلتزم الصمت. وتظهر عليه حكمة. ولا ينبس ببنت شفة. ولا يقول لنا لماذا اختار أن يكون متخصصا فيه. وكيف وقع له هذا وهل إذا انسحب إلياس العمري سينسحب هو الآخر ويترك الذين يدافع عنهم يواجهون مصيرهم لوحدهم عائدا إلى قضاياه القديمة مدافعا عن السلطة وضد الصحفيين وضد المعارضين.