احتشدت نساء سعوديات في ملعب رياضي للمرة الأولى في تاريخ البلاد للاحتفال باليوم الوطني للملكة حيث نظمت عروض تضمنت حفلات موسيقية مع رقص شعبي وألعاب النارية. ومن ضمن المظاهر الاحتفالية قرعت الطبول وأقيمت الرقصات التقليدية بالسيف في شارع التحلية، منطقة التسوق الراقية في قلب الرياض. احتشدت مئات من النساء في ملعب رياضي للمرة الأولى للاحتفال السبت باليوم الوطني في السعودية حيث نظمت عروض تضمنت حفلات موسيقية مع رقص شعبي وألعاب النارية. ويشكل وجود المرأة في ملعب الملك فهد مفارقة مع الاحتفالات السابقة في المملكة الخليجية التي تمنع النساء عادة من دخول الملاعب الرياضية من خلال قواعد صارمة حول عدم الاختلاط في الأماكن العامة. وسمح للنساء بالدخول إلى الملعب، المخصص أصلا للذكور فقط ويستخدم لمباريات كرة القدم، مع أسرهن وجلسن بشكل منفصل عن العازبين لمشاهدة مسرحية حول تاريخ السعودية. وقالت أم عبد الرحمن، من مدينة تبوك (شمال غرب) لوكالة الأنباء الفرنسية "نأمل في المستقبل أن لا تكون هناك قيود على دخولنا إلى الملعب". وأضافت "منذ سنوات عديدة كنت أتمنى أن تمنح المرأة نفس الحقوق التي يتمتع بها الرجل". وتفرض السعودية أكبر قدر من القيود على المرأة التي لا يسمح لها بقيادة السيارة رغم الإصلاحات الحكومية الطموحة التي تهدف إلى تعزيز نسبة العمالة لدى الإناث. وبموجب نظام الولاية في المملكة، يجب أن يمنح أحد أفراد الأسرة الذكور، وهو عادة الأب أو الزوج أو الأخ أو الإبن، الإذن بدراسة المرأة والسفر والأنشطة الأخرى. لكن يبدو أن المملكة تتراخى في بعض الشروط ضمن "رؤية 2030" للإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية التي وضعها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. الطبول والرقص يتزامن الاحتفال باليوم الوطني مع مرحلة صعبة للسعودية التي تخوض معركة حول النفوذ الإقليمي مع إيران وتواجه تعثرا في تدخلها العسكري المثير للجدل في اليمن المجاورة، ووسط خلاف مع قطر. وقرعت الطبول وأقيمت الرقصات التقليدية بالسيف في شارع التحلية، منطقة التسوق الراقية في قلب الرياض. وتزينت المباني الضخمة بالأعلام والإضاءة القوية باللون الأخضر. وأقيمت عروض ثقافية وحفلات موسيقية وألعاب نارية مع سيارات تبث الأغاني الوطنية في شوارع الرياض وترفع العلم الوطني للاحتفال بالحدث السنوي في المملكة التي تأسست في ثلاثينات القرن الفائت. وقال ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بحسب وكالة الأنباء الرسمية، "في هذه المناسبة العظيمة، نشعر بأن المملكة أصبحت دولة مهمة لها دور رائد على المستويين الإقليمي والدولي". واتخذ الأمير الثلاثيني منذ تعيينه في منصبه في يونيو الماضي اجراءات سياسية وأمنية عديدة بهدف توسيع نفوذه في المملكة قبل أن يتوج في المستقبل ملكا خلفا لوالده الملك سلمان بن عبد العزيز (81 عاما). وفي مملكة نصف سكانها دون سن الخامسة والعشرين، بات ينظر إلى الأمير محمد (32 عاما) على أنه الحاكم الفعلي، ولو من خلف الستار، للدولة الغنية. واعتقلت السلطات هذا الشهر نحو عشرين شخصا، بينهم رجال دين مؤثرون، في ما وصفه النشطاء بأنه حملة قمع منسقة. ويقول محللون أن الكثيرين من المعتقلين يعارضون سياسة الأمير محمد الخارجية المتشددة التي تشمل مقاطعة دولة قطر الخليجية فضلا عن بعض اصلاحاته الجريئة التي أطلق عليها اسم رؤية عام 2030 وتشمل خصخصة أصول الدولة وخفض الإعانات المالية. وتقيم الهيئة العامة للترفيه في المملكة 27 فعالية في 17 مدينة للاحتفال باليوم الوطني، بما في ذلك الحفلات الموسيقية وعروض الليزر والألعاب النارية. وقد بدأ مجال الترفيه ينتشر بحذر، وضمنه الحفلات الموسيقية، رغم معارضة المتشددين في المملكة التي لا تزال تحظر دور السينما والمسرح. وفي مدينة جدة، قام طهاة سعوديون بكسر الرقم القياسي العالمي في موسوعة غينيس مع أكبر كعكة مع مكعبات من الثلج خضراء اللون بمناسبة اليوم الوطني، وفقا لما ذكرت الحكومة.