هل يمكن الحديث عن هموم مشتركة بينك وبين فناني الراب المغاربة، وبينك وبين حركة "20 فبراير"؟ "مان فلو" من بين شباب هذا الوطن. همومنا واحدة وغير قابلة للتجزئة، فنحن نعبر عن ما يخالجنا، نعبر عن سخطنا على الوضع القائم. رسالتنا لا تتعارض مع رسالة شباب 20 فبراير. كل فناني "الهيب هوب" بالمغرب هدفهم هو التغيير. تغيير الواقع المزري للشباب. حل مشاكل الشباب. الابتعاد عن عالم الإجرام والمخدرات. نحن صوتهم المطالب بإسماع مطالبهم وبلوغ حقوقه. هذا لن يتحقق في الراب إلا بشروط من يبنها جودة الكلمات والموسيقى المستعملة، لكي تكون رسالتنا ذات قيمة ماشي غير تخربيق، فكل فناني "الهيب هوب" يريدون الخير لهذا البلد وهمهم المشترك هو إنقاذ الشباب من الضياع.
هل تظن أن اللغة التي تستعملونها سواء في الرقص أو الغناء قادرة على إيصال الرسالة إلى من يهمهم الأمر؟ أولا يجب الإشارة إلى نقطة مهمة في هذا السياق، المجتمع اليوم بسبب اللغة التي نستعملها يحاكمنا على أننا "صعاليك"، و لا نمت لقيمنا بصلة، و أننا... هذا تصور خاطئ. نحن شباب هدفهم التغيير لكن بطريقتنا التي اخترناها "الهيب هوب" كفن نبيل و شبابي بامتياز ...
ما ردكم على من يتهمكم ب"تخسار الهضرة"...؟ من يقول أن الراب هو "تخسار الهضرة" فهؤلاء لا يعرفون شيئا، صحيح هناك عدد لا يستهان به من المتطفلين الذين اقتحموا الميدان و شوهوه، لكن حينما نتحدث عن المحترفين الحقيقيين فإني أقول لك أن ما أسميته "تخسار الهضرة"، هو تجسيد للواقع، وكمثال إذا تكلمنا عن الدعارة كموضوع أغنية دارجة موجهة إلى الشباب، فإدراج كلمة "عاهرة" لن تكون بقوة "قحبة"، فنحن نعتمد على قوة الكلمات، و هذا و إن كان المجتمع يتهمنا بإفساد "مانعرف شنو بتخسار الهضرة"، فإننا سنواصل على هذه الصيرورة، فالشارع مليء بالكلام النابي الأقبح مما نتهم أننا نفسد به عقول الشباب و لا أحد يتكلم.
قلت إن هناك طفيليين على الراب، ما الذي يجعلكم مختلفين عن باقي الفرق؟ من أراد أن يبيع حنجرته و كلماته لأي حزب أو حركة سياسية ف"شغلو هاداك"، و الاستقلالية مطلوبة، وأنا لا أريد الحديث عن هذه الفئة بقدر ما أود الإشارة إلى أنه من الطبيعي أن نتوفر على قناعات سياسية فردية خاصة بكل فرد منا، لكن المفروض أن لا تؤثر هذه القناعات على منتوجنا الفني، فالحياد والاستقلالية مطلوبين لنكون محبوبين من طرف مختلف المشارب ونبلغ رسالتنا بكل أمانة.
ما هي أحلامكم؟ أحلامنا كمحترفي "الهيب هوب" بالمغرب هي بسيطة جدا، نحلم بمغرب جدير بشبابه، مغرب يكون للشباب فيه حق الاحتجاج. مغرب يتسع لأحلام الجميع، كما كان يردد الراحل إدريس بنزكري إلى أن وافته المنية، لكن لتحقيق جزء من هذا الحلم علينا بالعمل وبزاف.