ظل "شبح" عبد الإله بنكيران (بعبارة المحلل السياسي مصطفى السحيمي) مخيما على خلَفه على رأس الحكومة، سعد الدين العثماني، في معظم الوقت الذي خُصص لهذا الأخير في البرنامج الخاص المباشر على قناة "ميدي تيفي"، مساء "سهرة السبت" 29 أبريل 2017، محاولا باستماتة "قتله" رمزيا، ربما ب"خبرة" الطبيب النفساني، حيث يبدو الأمر على عكس عمقه. ولكن في انتظار نعرفو بالضبط شحال من واحد خلّا "صامدي صوار" وشاف هاد الحلقة، هذه بعض الملاحظات الأولية. لا شك أن المشاهد النبيه قد لاحظ كيف كان العثماني، في الظاهر، يؤول تصريحات بنكيران التي تخصه وحكومته ب"إيجابية"، (بحال تفسير كلمة "الزلزال" الذي عرفه الحزب، بأن بنكيران يتحدث عن "السياق الذي انطلق منذ إعفاء أمين عام حزب العدالة والتنمية")، من أجل أن يقول في العمق "شوفوني كيفاش أنا كنهضر عليه مزيان واخا يگول هو اللي بغا". المشكل أن العثماني غادي يبقى يتقارن مع بنكيران، قبل هاد البرنامج ومن بعدو. الأول كيضّارب "مباشرة" باش يكسب عطف المغاربة، والثاني راه فالعمرة، كيرتاح روحيا، والله أعلم آش كيوجّد. لقد سعى العثماني إلى القتل الرمزي لبنكيران من خلال، أولا، توريطه في "قبوله" في الحزب، كأنه يحاول نزع نعت "ابن عرفة البيجيدي" عنه. وثانيا، قدم انتقادات مبطنة لسلفه، من خلال تكرار كلام من قبيل "السياسة فن الممكن" وشرح أبجديات المفاوضات أكثر من مرة، وأن المفاوض "كيعطي وياخد ما كيّاخدش بوحدو…". وثالثا، قدم نفسه على أنه "البديل" الذي سيفي بالتزامات حزب العدالة والتنمية لكن "قدر المستطاع"، والمثير أنه عندما سُئل عن ما قاله بنكيران خلال الحملة الانتخابية الأخيرة "اعطيوني صوتكم وخليوني مني ليهم"، "حجّم" هذه "الهُم" في حزب الأصالة والمعاصرة… وفي هذا السياق، حاول أن يبرز أنه لن يكون "صداميا" مع الفرقاء، واللي بغا يفهم يفهم. لكن ماذا عسى أن يفعل"العرض" الذي قدمه العثماني مقابل "الطلب" المستمر على بنكيران وأسلوبه، وإقبال الناس على أخباره وتصريحاته؟ يستبعد أن يساهم تمرين البرنامج التلفزيوني وما سيليه (كما وعد مع القناتين الأولى والثانية) في تسهيل مهمة "ابن عرفة البيجيدي" "والله أعلم عاوتاني، السياسة هادي"، كف ما گال هو نّيت…