أعلن رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، جياني انفانتينو، من قطر، إنه سيشجع على إقامة كأس العالم 2026 بدولتين أو ثلاث أو أربع تستضيف كل منها المباريات في ثلاثة أو أربعة أو خمسة ملاعب. تصريحات كبير الفيفا، تأتي في وقت، ارتفعت فيه الانتقادات التي جاءت ردا على المخاوف من قرار زيادة عدد المنتخبات المشاركة بمونديال 2026 إلى 48 منتخبا، ما سيؤدي إلى زيادة مماثلة بالتكلفة المالية لتنظيم البطولة بشكلها الجديد.
تصريحات إنفانتينو تفتح أمام المغرب إمكانية التقدم بملف مشترك لاحتضان البطولة التي يمني النفس بتنظيمها، ليُطرح السؤال: من هو الشريك الأمثل بالنسبة للمملكة لتنظيم كأس العالم؟
جغرافيا، يجد المغرب نفسه أمام إمكانية الاتكاء على امتداده الأفقي المغاربي وإحياء فكرة التقدم بملف مشترك يجمع بينه وبين الجزائر وتونس التي سبق الترويج لها إبان الترشح لاحتضان مونديال 2010، لكن عمليا تبدو الفكرة، لأسباب جيو سياسية أساسا، ولدت ميتة وتجعل تنظيم حدث رياضي من حجم كأس العالم بتونس والجزائر يدخل في باب المستحيلات.
إغلاق القوس المغاربي لا يغلق معه إمكانية تقدم المغرب بملف مشترك يجمعه بالضفة الشمالية للمتوسط في شخص الجارة إسبانيا… وهوما من شأنه تقوية حظوظ المملكة للظفر بشرف تنظيم المونديال بعد فشل المحاولات الأربعة السابقة.
إذ أن تنظيم كأس العالم مشترك بين المغرب وإسبانيا، سيتجاوز بمونديال الكرة جانبه رياضي، ليمنح للتظاهرة رمزية حضارية وإنسانية أكبر بجعل الحدث صلة وصل بين المشرق المسلم والغرب المسيحي، كما أن من شأن ذلك كتابة صفحات جديدة للتاريخ المشترك بين ضفتي مضيق جبل طارق، وفتح الباب أمام المملكتين المغربية والإسبانية لفتح شراكة استراتيجية تطوي إلى الأبد الملفات العالقة بين البلدين خصوصا وأوربا وإفريقيا عموما…. وهو ما سيدخل كأس العالم 2026 للتاريخ كأول مونديال يتم تنظيمه في قارتين اثنتين.