أغضبت طريقة تحرك سعيد الفكاك عضو الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية من أجل الاستوزار أعضاء الديوان السياسي، وكذا أعضاء قياديين في اللجنة المركزية للحزب حيث عبر العديد منهم عن امتعاضهم من اساليب الابتزاز والتجييش التي يلجأ إليها الفكاك كلما أراد إدارة أطماعه الشخصية من أجل الحصول على منصب معين. وبالاضافة إلى تحركه من أجل حصد دعم رفاق الحزب فإن الأخير يسعى جاهدا من أجل نيل ثقة رئيس الحكومة والحلفاء الآخرين المفترضين من خلال عقده للقاءات مع بعض قيادات هذه الأحزاب خاصة الاتحاد الاشتراكي وحزب الاستقلال بشكل فردي ودون تكليف من الحزب. ولعل السبب من وراء تخوف الفكاك من اعتراض بنكيران على اسمه حتى ولو اقترحه الحزب هو اطلاع رئيس الحكومة المعين على الخلافات الحادة التي نشبت بينه وبين وزير الصحة الحسين الوردي عندما كان مديرا لديوانه، وذلك ما يفسر رد بنكيران في اللقاء التشاوري بين حزب العدالة والتنمية وحزب التقدم والاشتراكية شهر أبريل الماضي على مداخلة الفكاك غداة التشجنات التي عاشتها الحكومة بين حزبي العدالة والتنمية والتجمع الوطني للأحرار، والتي عبر فيها الفكاك عن استعداده للانضباط لرئيس الحكومة إن كان يتحمل فيها حقيبة وزارية وكذا الالتزام بقرارات بنكيران قبل الالتزام بقرارات الحزب، ليرد بنكيران بسخريته المعهودة "وزربتي شويا على راسك السي الفكاك". وكان وزير الصحة الحسين الوردي قد لوح أكثر من مرة بتقديم استقالته في اجتماعات المكتب السياسي بسبب استغلال الفكاك لمنصب مدير الديوان لقضاء أغراضه الخاصة كاستعانته بثلاث سيارات الوزارة. كما أصر الوردي على عدم تعيين الفكاك كاتبا عاما للوزارة رغم الضغوطات التي حاول هذا الأخير القيام بها بالمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية. وقد وصل إصرار الوردي درجة استعداده لمواصلة اشتغال الوزارة دون كاتب عام، قبل أن يبعده بتعيينه رئيسا لمؤسسة الحسن الثاني للأعمال الاجتماعية لوزارة الصحة. وعرفت ايضا فترة ما قبل الانتخابات امتعاض المكتب السياسي من سوء تدبير جهة فاسمكناس المكلف بتتبعها ورفضه تزكية مجموعة من المرشحين بما فيهم وزير التشغيل عبد السلام الصديقي، وتزكيته للمقاول الذي يشرف على بناء ڤيلتيه بمكناس والهرهورة. مما خلق استياء كبيرا في صفوف رفاق بنعبد الله خاصة وأن عدد المقاعد المتبارى حولها في مكناس ستة مقاعد كان من الضروري تقديم مرشح يستطيع انتزاع مقعد برلماني. كما كثر الحديث في المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية عن سرعة اغتناء الفكاك مما يطرح مجموعة من الأسئلة.