سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أردوغان يوقع على نهايته بعد طرد العدل والإحسان من تركيا! هذا هو خطأ عمرك يا طيب، وأيامك في السلطة صارت معدودة، ستظهر لك الجماعة في المظاهرات، وفي المعارضة، وفي الأكراد، وفي أرواح الأرمن
ربما لا يعرف أردوغان من هي جماعة العدل والإحسان، ولو كان يعرف، لما رد فتح الله أرسلان من حيث أتى، وأركبه في أول طائرة عائدة إلى المغرب، ولما منعها من تنظيم مؤتمرها في تركيا حول"التغيير في نظرية المنهاج النبوي عند الإمام عبد السلام ياسين". إنها ليست داعش يا أردوغان، وليست الإخوان المسلمين، وليست أحرار الشام، وليست الأكراد، وكم من مرة حاولت السلطة في المغرب منع الجماعة، كما فعلت أنت، لكنها كانت تخرق المنع، ويطير أعضاؤها، ويحلقون خلف الشيخ الراحل، وينتقلون بين المدن، ويسافرون، دون أن يتمكن أحد من القبض عليهم. وربما لا تتابع أخبار المغرب، ولا تعرف ما يقع عندنا، ولا تصدق أن وزارة الداخلية تتهم الجماعة بالوقوف خلف معظم الاحتجاجات، لكن لا أحد يراها، وعندما يرى الصحفيون الهوندات في المسيرات والتنظيم المحكم والحشود، يقولون إنها الجماعة، ولا أحد يمتلك الدليل ولا القدرة على إثبات ذلك. إنهم كالماء ولا يمكن القبض عليهم، ويتقمصون أشياء لا تخطر على بال أحد، وقد تجد المنتمي إلى جماعة وقد صار شجرة، وقد يتحول إلى جدار، أو عمود كهرباء، أو سيارة، أو حزب النهج، أو 20 فبراير. والمنع ليس حلا مع الجماعة يا أردوغان، يا طيب، وأظن تركيا ارتكبت خطأ العمر، وأنك وقعت على نهايتك بهذه الخطوة المتسرعة وغير المدروسة. وبعد أن كان قادة الجماعة، يسافرون إلى تركيا في الطائرات، وينزلون في المطار، فإنهم وبعد هذا التضييق، سيزورونك بطرقهم الخاصة، وسترى العجب منهم. وقد يتحولون إلى أكراد، وإلى أتاتوركيين، وإلى يساريين، وإلى أرواح الأرمن، وإلى أنصار لجماعة الخدمة ولزعيمها فتح الله غولن، لكنك يا أردوغان وبسبب مصالح ضيقة، وحسابات سياسية أذعنت للسلطة المغربية، كما اتهمك بذلك فتح الله أرسلان، دون يذكرك بالاسم، و الذي لو تدري هو صورة من صور فتح الله غولن، ويطير، كما يطير الدراويش الأتراك في رقصتهم المشهورة والجميلة. هذا هو خطأ عمرك يا أردوغان، وأيامك في السلطة صارت معدودة، ولن تنام منذ الآن، وستظهر لك الجماعة في المظاهرات، وفي المعارضة، وفي الاحتجاجات، ومن الأفضل لك أن تتراجع قبل فوات الأوان ولو كنتَ طردت فلذات كبد قيادات حزب العدالة المغربي لما تزعزع حكمك، ولو رحلت أبناء التوحيد والإصلاح لما تحول ذلك إلى لعنة تلاحقك، لكنك، وبهذه الخطوة، وضعت تجربتك ودولتك في كف عفريت، وأي متتبع مغربي، يعرف أن ما أقدمت عليه هو بداية النهاية. فلا الإخوان المسلمون ولا أمريكا ولا قطر يمكنهم أن يتوجوك سلطانا وخليفة على المسلمين، بينما الجماعة قادرة على ذلك، وقد أغضبتها، وأغضبت شيخها الراحل، وانتهى حلمك، الذي سيتحول إلى كابوس. وهي الآن تتهم السلطة في المغرب، وتعتبر تركيا حليفة للنظام المغربي، وتابعة له، وقريبا ستصلك عبر البريد المستعجل والمضمون"رسالة إلى من يهمه الأمر". ربما غابت عنك معطيات كثيرة يا أردوغان، وتسرعت، وعليك أن تعتذر قبل أن يقع المحظور، وتصلح الخطأ قبل أن تلجأ العدل والإحسان لسلاح الخوارق والكرامات. ولعلمك، فالجماعة هي التنظيم السياسي الوحيد في العالم، الذي يتزعمه شيخه وإمامه الراحل، وهو ميت وروحه حاضرة، ويأتمرون بأمره، ويحدثهم في المنام. أما صحافة العدل والإحسان فهي مرعبة وخطيرة، ويكفي أن تعرف أن موقع قطاعهم النسائي الإلكتروني اسمه أخوات الآخرة، يظهرن ويختفين، ويسكن السحاب، ويكتبن مقالات من السماء، ولك أن تتخيل موقع رجالهم وأي اسم له وأي تأثير. ربما لم ينصحك أحد يا أردوغان ولم تستشر خبيرا ولا مجربا وكنت ظاهريا وسلفيا ومتأثرا بالإخوان المسلمين ومنقادا خلف مصالحك مع المغرب وأجزم لك أنك سترى العجب وستندم بعد أن طردت الجماعة وفضلت أن تبيع لنا البسكويت والأفران الكهربائية والفولارات والأثواب بدل الاحتفاظ بحليف يحبك ويحب تركيا ويقضي فيها العطل وينظم فيها المؤتمرات ويرى روح وأفكار الشيخ عبد السلام ياسين تحلق في أنقرة وإسطنبول ولن تنفعك الغبطة التي يشعر بها الآن الإخوان في العدالة والتنمية بعد أن خلا لهم الجو ولن ينفعك المخزن ولا الفستق الذي ستبيعه لنا.