أكد وزير الاقتصاد والمالية السيد محمد بوسعيد ، اليوم الأربعاء بالدارالبيضاء، أن المغرب عبر عن اعتزامه المساهمة في صندوق ( أفريكا 50 ) بمبلغ 100 مليون دولار، مع الالتزام بتقديم كل الامتيازات والتسهيلات الضرورية لتمكين هذا الصندوق من القيام بمهامه. وأضاف الوزير في كلمة خلال انعقاد الجمعية العامة التأسيسية للمساهمين المؤسسين ل ( صندوق افريقيا 50)، الذي أطلقه البنك الإفريقي للتنمية، أن هذا الالتزام يروم النهوض بالتعاون بين البلدان الإفريقية ، مذكرا في هذا السياق بأهمية الزيارات التي كان قد قام بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس ، لعدد من البلدان الإفريقية ، والتي توجت بالتوقيع على مجموعة من اتفاقيات التعاون. وقال الوزير، خلال الجمعية العامة للصندوق التي شارك فيها وزراء أفارقة، إن المغرب يشيد مرة أخرى بقرار البنك الإفريقي للتنمية، المتمثل في جعل مدينة الدارالبيضاء تحتضن مقر هذا الصندوق، وهذا يعكس – حسب الوزير – الثقة التي تم وضعها في المغرب من قبل البلدان المؤسسة لهذا الصندوق. وأشار الوزير من جهة أخرى ، إلى أن المغرب يجدد كذلك التزامه باتخاذ كل التدابير الضرورية من أجل تسهيل عمل الصندوق في أحسن الظروف ، وضمان نجاحه ، وتوسيع مجال إشعاعه . وفي سياق متصل، أبرز الوزير الحاجيات الكبيرة للقارة الإفريقية من البنيات التحتية ، التي يتم تخصيص حوالي 4 بالمائة من الناتج الداخلي الخام لها على المستوى الإفريقي. وتابع أن حاجيات البلدان الإفريقية في هذا المجال تقدر بحوالي 100 مليار دولار سنويا ، في الوقت الذي يتم فيه تعبئة 45 مليار دولا فقط ، توفرها الحكومات الإفريقية والمؤسسات المالية والتنموية والقطاع الخاص. وحسب السيد بوسعيد، فإن المهمة الأساس للصندوق هو تعبئة الموارد الضرورية بغرض المساهمة في تغطية الحاجيات المتعلقة بتمويل البنيات التحتية بالقارة الإفريقية ، مع بلورة حلول مبتكرة وناجعة بغية الاستجابة للحاجيات الخاصة للبلدان الإفريقية في القطاعات الاستراتيجية خاصة ما تعلق بالطاقة والنقل. ومن جهته، أبرز السيد جيلبير أوندونغو ، وزير الدولة المكلف بالاقتصاد والمالية والتخطيط بجمهورية الكونغو برازافيل، أن البلدان الإفريقية اشتغلت بشكل مشترك من أجل وضع هذا الآلية التمويلية المتمثلة في صندوق ( أفريكا 50 ). وبعد أن أكد أن الكونغو برازافيل هي أكبر مساهم في الصندوق حتى الوقت الراهن بمبلغ محدد في 200 مليون دولار ، قال إن الهدف من إحداث هذا الصندوق يتمثل في جعل إفريقيا تعتمد على نفسها في عملية تمويل بنياتها التحتية . وتجدر الإشارة إلى أن صندوق( أفريكا 50 )، الذي أطلقه البنك الإفريقي للتنمية، والذي يتخذ من مدينة الدارالبيضاء مقرا له، يعقد جمعيته العامة يومي 28 و 29 يوليوز الجاري بالدارالبيضاء، بحضور أعضائه المؤسسين . وكان المغرب والبنك الإفريقي للتنمية، قد وقعا مساء أمس الثلاثاء بالدارالبيضاء، على اتفاقيتين متعلقتين بقرض بقيمة 5ر112 مليون دولار لتمويل برنامج دعم تنافسية اقتصاد المملكة، وبهبتين بحوالي مليون أورو لتمويل مساعدات تقنية .