-- لم يكد ينتهي الخطاب الملكي الذي كال فيه الملك محمد السادس انتقادات نارية لتدبير مدينة الدارالبيضاء حتى غادر نائبا المدينة وعضوا مجلس مدينة الدارالبيضاء قاعة الجلسات العامة دون الالتفات للوراء. وقع الخطاب الملكي كان قويا على حمد بريجة رئيس مقاطعة سيدي مومن ونائب عمدة الدارالبيضاء ومحمد جودار عضو مجلس المدينة ورئيس مقاطعة بنمسيك، وهما نائبان برلمانيان عن نفس الدائرتين. عدد من النواب البرلمانيين تساءلوا عن مكان تواجد العضوين قبل ان يتم اخبارهما بأنهما غادرا فور انتهاء الخطاب الملكي بريجة المسؤول عن تشويه المدينة هذه الأيام بمنحه لوحات إعلانية كثيرة زادت من قبح البيضاء يشغل منذ سنوات في قيادة مجلس المدينة مع عمدتها محمد ساجيد، هذا الشخص يتحمل مسؤولية كبيرة ليس على وضعية المدينة جماليا بل على ما ذكر به الملك في البرلمان
فقد أكد الملك ان معيقات كثيرة تحول دون تحويل البيضاء الى قطب مالي دولي، وأوضح ان بلوغ هذا الامر يتطلب توفير البنيات التحتية والخدماتية بمواصفات عالمية، وترسيخ قواعد الحكامة الجيدة، وإيجاد إطار قانوني ملائم وتكوين موارد بشرية ذات مؤهلات عالية واعتماد التقنيات وطرق التدبير الحديثة.
وشخص وضعية البيضاء قائلا "غير أن الدارالبيضاء لا تجتمع فيها مع الأسف كل هذه المؤهلات رغم المجهودات الكبيرة على مستوى التجهيز والاستثمار، وخاصة ما يتعلق منها بالتأهيل الحضري" مما نتج عنه ان تصبح "مدينة التفاوتات الاجتماعية الصارخة، حيث تتعايش الفئات الغنية مع الطبقات الفقيرة. وهي مدينة الأبراج العالية وأحياء الصفيح. وهي مركز المال والأعمال والبؤس والبطالة وغيرها، فضلا عن النفايات والأوساخ التي تلوث بياضها وتشوه سمعتها".
وأحصى الملك الأسباب "فإضافة إلى ضعف نجاعة تدخلات بعض المصالح الإقليمية والجهوية لمختلف القطاعات الوزارية، فإن من أهم الأسباب، أسلوب التدبير المعتمد من قبل المجالس المنتخبة، التي تعاقبت على تسييرها والصراعات العقيمة بين مكوناتها، وكثرة مهام أعضائها، وازدواج المسؤوليات رغم وجود بعض المنتخبين الذين يتمتعون بالكفاءة والإرادة الحسنة والغيرة على مدينتهم. وبكلمة واحدة فالمشكل الذي تعاني منه العاصمة الاقتصادية يتعلق بالأساس بضعف الحكامة".
مدينة لا تتوفر على جودة الخدمات الاساسية مقارنة بمدن كفاس ومراكش رغم ان ميزانيتها "تفوق بثلاثة إلى أربعة أضعاف" هذه المدن
كما تعرف خصاص في مجال التطهير من خصاص كبير، بحيث تظل المنجزات محدودة وأقل بكثير من حاجيات السكان، مقارنة بما تم تحقيقه بالرباط وفاس ومراكش ومدن أخرى.
هذا التشخيص يبدو انه اخيراً ارعب من يسير البيضاء الذين يتنافسون جميعهم في نيل امتيازات كثيرة على حساب البيضاء، لا حاجة الى معرفة مآل البيضاء فيكفي للمجلس الأعلى للحسابات ان يطلع على ثروة هؤلاء المستشارين وثروة ذويهم لمعرفة أسباب اخفاق البيضاء على جميع الأصعدة