غني البارحة الغُلام ماهر زين على احد مسارح موازين ، وحظر الحفل جيش من الجماهير المتأسلمة، ولم يزعقوا او يصرخوا ،بل ترنموا وتراقصوا على نغمات الداعية المغني ،وفجأة صار موازين مهرجانا حلالا لايخالف شرع الله، وتذكروا قوله ، اتبع السيئة الحسنة تمحها، فماهر الطاهر ،قد غسل المنصة، من درن جينفر الفاجرة،والحمد لله. نفس الشيء كان قد يحصل لو ان موازين استقبل مانو شاو ، او سعيد المغربي اوامازيغ كاتب..لوجدت فلول اليسار ،المدافعين عن المال العام، ينفرون الى حظور الحفلات، ولتحول موازين الى مهرجان هادف ،يعكس الوعي الطبقي الفني للشعب المغرب. إن مشكلة هؤلاء، هي أدلجة الفن ، واعتباره وسيلة لتمرير ايديولوجياتهم وتصوارتهم للعالم. فالفن الحقيقي هو ذلك الذي يحمل رسالة ما، تحديدا تلك الرسالة التي أومن بها، حيث يتحول الفن من حالة ابداعية، الى وسيلة في يد الحزب والجماعة والعقيدة والفكر..من اجل الدعاية والاستقطاب.كذالك فعلت الكنيسة بالفنون قبل عصر النهظة ، حيث جعلتها في خدمة اللاهوت والاكليروس والتعبير الجمالي عن المقدس أو العالم الإلهي كما يتجلى في صور العائلة المقدسة، وفي صور قديسين وملائكة، وفي طرز معمارية مختلفة من الكاتدرائيات وكذلك فعل الشيوعيون ،حينما اشترطوا في الفن، ان يكون وسيلة للدعاية الحمراء. العقل المؤذلج لايمكنه تذوق الفنون ، باتعتباره ابداع وانفتاح ، الا من خلال منظار العقيدة، ومدى احترامها للشروط التي تفرضها هاته الاخيرة،والا صار فنا عفنا رديئا ينبغي محاربته،حيث يتم تجريد العمل الابداعي من قيمته الفنية، ليصير اداة وسيلة، تقاس بمدى نفعيتها وقرتها على خدمة القضية.