أنهى الشباب الغاضب بمدينة اليوسفية اعتصامهم بمحطة القطار حوالي الساعة التاسعة من مساء اليوم السبت، بعدما تمكنوا من شل حركة القطارات، سواء الخاصة بالمسافرين أو بنقل الفوسفاط، مدة ست ساعات. وحسب بعض الشباب المحتجين، فإن الغاضبين عازمين على العودة للإعتصام بنفس المكان يوم غد الأحد، وحتى تحقيق مطلبهم في التشغيل، والتحقيق في ظروف وملابسات توظيف مجموعة من الأشخاص عن طريق الزبونية والمحسوبية.
وإلى ذلك، فقد أكدت مصادر حقوقية باليوسفية ل"كود" أن الوضع بالمدينة مرشح لمزيد من الاحتقان، وأن هيئات حقوقية وسياسية ونقابية انضمت للمحتجين قصد مساندتهم في حقهم المشروع في الشغل، وبالتالي المطالبة بالكشف عن حقيقة التوظيفات المشبوهة، التي تورطت جهات في السلطة المحلية.
وحسب مصادر من المدينة الغاضبة، فإن إنزالا أمنيا غير مسبوق تعرفه المدينة منذ الساعات القليلة الماضية، حيث توافد على اليوسفية مئات من قوات التدخل السريع والقوات المساعدة والدرك، من مدن آسفي، بني ملالومراكش وتاحناوت، ومن المرجح أن تشهد المدينة اعتقالات في صفوف المحتجين.
وأكد مسؤول بالمركز المغربي لحقوق الانسان في تصريحه ل"كود" أن مجموعة من الأسماء التي توصلت باستدعاءات من أجل التوظيف المباشر، لا حق لها في الشغل أصلا، ومن بينها:" موظفة بوكالة بنكية بقرية سيدي أحمد، بالاضافة عز الدين س، وهواستاذ في مادة التكنولجيا، وشقيقه سفيان، وهو مستشار جماعي سابق".
وأضاف المسؤول في المركز المغربي لحقوق الانسان-فرع اليوسفية أن من بين من:" توصلوا بدعوة من أجل التكوين حسن.ك، وهو سائق طاكسي ويبلغ من العمر 54 سنة، وبائع خبز ويبلغ من العمر 47 سنة، فهل من كان في مثل هذا السن، يمكن أن يخضع للتكوين؟".
وحسب مصدرنا، فإن مثل هذه الدعوات، تعد بمثابة رشوة من أجل إسكات الغاضبين، على اعتبار أن المركب الشريف للفوسفاط وعد بتقديم منحة شهرية للمكونين قدرها 1200 درهم شهريا طيلة فترة التكوين داخل اقليماليوسفية و2000 درهم خارجها:" علما أن هذا لا يعني أن المركب سيشغلهم بعد نهاية التكوين، فما الفائدة من هذا التكوين إذن؟".
وإلى ذلك، فإن احتجاجات اليوم السبت والأمس الجمعة، خلقت أزمة للمركب الشريف للفوسفاط، خصوصا بعد أن تطورت الاحتجاجات اليوم، وامتدت إلى أحياء المنار والعيون ووادي الذهب، حيث منع المحتجون حوالي 300 شاحنة لنقل الفوسفاط في اتجاه محطة القطار، مما يمكن أن ينعكس سلبا على الالتزامات الدولية للمركب في إيصال كميات الفوسفاط في وقتها إلى الدول المستقبلة".
ويذكر أن اليوسفية هي ثاني مدينة بعد خريبكة من حيث الانتاج، حيث يبلغ منتوجها سنويا 7 ملايين طن، يصدر نصفه إلى الخارج خاما، والنصف الخارج تستقبله معامل لاسيد الفوسفوري والأسمدة الكيماوية بمدينة أسفي.