أكد أستاذ مادة الاجتماعيات بالثانوية التأهيلية بإنزكان ل"كود" أن درس التاريخ الذي قدمه للتلاميذ في الحصة هو مثبتا في الكتاب المدرسي للسنة الأولى باكالوريا علوم الإقتصاد والتدبير، حيث أنه يتحدث عن شخصية "القايد العيادي" قائد الرحامنة أيام الاستعمار الفرنسي للمغرب، ووفق ما تقرره دلائل قراءة النصوص التاريخية ووفق الأطر المرجعية للمادة المدرسة. وقال الأستاذ إن ذلك اقتضى الكشف عن أسماء الأماكن، ثم أسماء الأعلام، إلى جانب الكشف عن السياق الخاص والعام للوثيقة التاريخية موضوع الدرس، وأثناء مناقشة الموضوع مع تلاميذ الفصل الدراسي وفصل القول في موضوع المقاومة بالمغرب والأشكال التي اتخذتها هذه المقاومة، تصادف ذلك مع وجود اسم لتلميذ يحمل نفس الإسم العائلي. وتفاديا لأي لبس في الموضوع، اضطر الأستاذ إلى التأكيد عبر "كود" على أن تعامله مع الوثيقة لا يتجاوز حدود الحيز المكاني للنص، كما أن أي تشابه في الأسماء لا يعني بالضرورة إسقاطا لصفة الخائن والموالي للاستعمار عليها. وقد تطور الأمر بعد انتهاء الحصة إلى ضجة لا طائل منها حيث ادعت النائبة البرلمانية أن التلميذ "العيادي" تعرض لتسفيه زملائه في الفصل وتم نعته بأنه ينتمي إلى عائلة الخونة، كما شدد الأستاذ على أنه بريء من هذه الإدعاءات وهي محض افتراء، ليتفاجأ بحلول لجنة قادمة من الرباط حاملة معها صك إدانته باعتباره تناول شخصية محمد العيادي وامتداده العائلي. وأكد الأستاذ ل"كود" على أن شخصية محمد العيادي وغيره من الشخصيات التي عرفها تاريخ المغرب، هي ملك للمغاربة، وأن الحقائق التاريخية المثبتة في الكتاب المدرسي لا نتحمل المسؤولية فيها، فهي تشكل الذاكرة الجماعية للمغاربة وأن المسؤولية الموجهة اليوم إلى أستاذنا الذي نشهد له بالكفاءة والإقتدار ونكران الذات في العمل، كما أضاف الأستاذ أنه يجب أن توجه إلى مديرية المناهج التربوية باعتبارها هي المعنية وهي التي تجيز تثبيت النصوص التاريخية في الكتاب المدرسي. وختم الأستاذ أن الموضوع خرج عن سياقه التربوي إلى سياق سياسي، وأن المعطيات التي أدلت بها النائبة البرلمانية فتيحة العيادي باطلة، ونعتبرها محاولة يائسة من البعض إلى جر نبلاء المجتمع رجال ونساء التعليم إلى مطارحة حقائق حسمت أصلا. وكان رحاب ثانوية حمان الفطواكي التأهيلية بالدشيرة الجهادية بنيابة إنزكان آيت ملول قد استقبل لجنة تحقيق أرسلت خصيصا من طرف وزير التربية الوطنية بالرباط، للتحقيق معه في ادعاءات النائبة البرلمانية عن حزب الأصالة والمعاصرة فتيحة العيادي التي راسلت الوزير للكشف عما تسميه النائبة بممارسة أستاذ لمادة الاجتماعيات بالثانوية المذكورة للقذف والتشويه.