شخصيا أحرص على تتبع جديدها في المواقع الصديقة، ولا أترك أي فيديو يفلت مني، وعندما تبكي أبكي معها وأذرف مثلها دموعا غزيرة، وأتألم وأتأوه مثلها تماما، وحين تنتقل إلى مشهد مضحك وتكفكف دموعها بقدرة خارقة وتشرع في التهكم والسخرية، فإني أضحك معها وأستلقي على قفاي. وقبل كل شيء ولكي لا أسهو ويأخذني الحديث، يجب علي أن أهنئ الأخت غزلان حفظها الله من أي مكروه على نجاحها وظهورها بلباس حفل التخرج، والتي ورغم انشغالها بدراستها وعلومها، لم تنس بوشتى الشارف، فتوجهت إلى حديقة غناء، قريبة من كامبردج أو هارفارد والله أعلم، وبقبعتها وهندامها الذي يثبت أنها نابغة سجلت فيديو و تساءلت في زحمة انشغالاتها العلمية أين اختفى بوشتى الشارف متحدية الأساتذة وزملاءها الدكاترة الذين تخرجوا معها وتركتهم في غيهم، لأن العلم لا ينفع صاحبه إن لم يكن يتحلى بمكارم الأخلاق والدفاع عن المظلومين. إن من أفضال حركة 20 فبراير على المغرب أنها ساهمت في ظهور الأخت غزلان، وأبرزت لنا وجود فتاة متخصصة في الدفاع عن معتقلي السلفية الجهادية، مع طاقة تحليلية للأوضاع في المغرب لا يتوفر عليها أكبر الخبراء وأدهاهم، وجاذبية تجعل المواقع تتسابق على جديدها، كأنها نانسي عجرم أنصار أسامة بن لادن. الأخت غزلان بارك الله فيها، لغز محير وموهبة كبيرة، فهي عضو فاعل في حركة 20 فبراير وتحرص دائما على الخروج في المظاهرات في مدن المغرب، وتدرس في نفس الوقت خارج المغرب بقدرة قادر، كما أنها تبكي وتضحك في الآن نفسه، حفظها الله ورعاها، وأدام معجزاتها، حتى تقضي على المخزن وعلى من عذبوا بوشتى الشارف. إنها حسنينة هيكل المغرب، ونجمة 20 فبراير الأولى، وما يزيد من نجوميتها أنها ليست من النهج ولا من العدل والإحسان ولا اتحادية ولا تروتسكية، الكل يخطب ودها، لكنها مستقلة وأكبر من كل التيارات، ولها هدف واحد هو إحقاق الحق، ورد الاعتبار لبوشتى الشارف، ولو أدى ذلك إلى المخاطرة بحياتها. في كل فيديو جديد تظهر الأخت غزلان بلوك خاص ومميز، وبديكور وإخراج فريدين، لذلك وقعت كل المواقع تحت تأثيرها، وأصبحت تتسابق على بث كليباتها المصورة، المليئة بالعواطف النبيلة والمشاعر المتناقضة، فإذا شاهدتهم اسمها في موقع ما، لا تترددوا، انقروا عليه، فستنالون ثوابا عظيما، وستتمتعون وتنفطر قلوبكم وستبكون وتضحكون ويمكن أن تغتاظوا وتشقوا جيوبكم وتلطموا خدودكم على المآل الذي وصلنا إليه، وعلى النضال والتحليل الذي تحول إلى هواية بالصوت والصورة، يمتهنها من هب ودب، ويعتمدها الصحفيون كأنها مصدر لا يأتيه الباطل لا من خلفه ولا من أمامه. هناك من يتمنى أن تصمت الأخت غزلان جزاها الله كل خير، وألا تظهر من جديد، وأن تتوقف عن بث فيديوهاتها، لكن هيهات لهم، بعدت أمانيهم وخابت خططهم، ولن تفعل ذلك ولن ترضخ إلا إذا أعطوها بوشتى الشارف، وحينها فقط ستعود إلى تحصيلها العلمي في جامعتها الدولية التي توجد بالقرب من حديقتها الغناء.