يظهر أن نوعا من التسيب المدفوع الثمن يسود باب سبتة خلال الفترة الأخيرة. فحسب ما أفاد به «كود» مصدر مطلع من هذه البوابة الحدودية، فإن الصدفة وحدها قادت إلى إيقاف سيارة من نوع "كريزلير" كانت محملة ببضائع قدرت مصادرنا قيمتها بمائة وخمسين ألف درهم (15 مليون سنتيم). وقد كان سائق السيارة ويدعى «أ.ف» وهو أحد المهربين الكبار المعروفين بهذه المنطقة هو من يسوق السيارة. غير أن الغريب في هذه النازلة أن أصابع الاتهام تشير إلى تواطئ عناصر من الجمارك برتب مختلفة، خاصة أحد الأشخاص الذي تمت الإشارة إلى تورطه في غض الطرف عن هذا المهرب الموقوف، وتورطه سابقا في السماح ل 120 سيارة محملة بالسلع قبل سنوات قليلة مضت، حيث جرى تنقيله قبل أن يعود مرة أخرى إلى هذا المعبر. وقد كان موضوع سرقة لمبالغ مهمة من العملة الصعبة من منزله، اقترفها أحد الحراس حسب ما توصلت إلى ذلك الأبحاث الأمنية، وعجز عن تبرير الأسباب الحقيقية لتحوزه كل تلك المبالغ. وفي يوم الأحد الماضي كانت سيارة نفعية "فارگونيت"، محملة بكمية مهمة من البضائع المهربة، تهم باجتياز الحاجز الجمركي لباب سبتة، غير أن سائقها الذي تلقى إشارة من أحد المتواطئين معه بهذا المركز الحدودي، وسرعان ما أدار السيارة في الاتجاه المعاكس ليدوس على زناد المحرك بأقصى سرعة محاولا الهرب من المراقبة الجمركية التي لم يكن يتوقعها، بعد أن ظن أن الطريق سالكة جراء عملية التواطؤ مع عناصر الجمارك التي كانت تؤمن المراقبة في ذلك اليوم. إلا أن الخروج المفاجئ للآمر بالصرف لدى مديرية الجمارك بباب سبتة جعل السائق يلوذ بالفرار باتجاه مدينة سبتة التي كان قد اجتاز حواجزها الجمركية آمنا. وقد أدت السرعة الكبيرة، التي كان السائق يقود بها السيارة المحملة بالبضائع المهربة، إلى ارتطامها بحائط عند مدخل مدينة سبتة، كما أنه أصاب سيدة، ورغم ذلك واصل السير بدون توقف، تجنبا لحجز بضائعه التي كان متفقا مع من سيؤمن له مرورها بدون مراقبة أو أداء واجبات الاستيراد القانونية.