مع بداية الدخول المدرسي لموسم 2011-2012 اكتشف المغاربة وزيرا لا يقل عفوية عن بنكيران خصوصا في الخرجات التلفزيونية. يتعلق الأمر بوزير التربية الوطنية الاستقلالي محمد الوفا. فخلال اللقاء الخاص الذي برمجته القناة الأولى أمس مع هذا الوزير بمناسبة الدخول المدرسي الجديد، تحدث الوفا، كما تابعت ذلك "كود"، بعفوية كبيرة، لكنها لم تخل من تقديرات ورسائل سياسية مضبوطة. فعلى خلاف ما يقوم به بعض الوزراء كلما تعلق الأمر بمحطة سياسية أو اجتماعية معينة مثل ما فعل وزير الشغل سهيل في خرجته التلفزيونية بمناسبة فاتح ماي، ابتعد الوفا كثيرا عن لغة الخشب التي غالبا ما كانت تتسم بها خطابات مسؤولي المنظومة التربوية عند كل دخول أو خروج مدرسي، مفضلا استعمال الدارجة لأنه كان يهدف إلى استمالة وإقناع أسر التلاميذ أولا بصواب قراره الأخير الذي أثار الكثير من الجدل والذي منع أساتذة التعليم العمومي من التدريس بالمدارس الخصوصية دون إذن بذلك من طرف الوزارة الوصية. أكيد أن خرجة الوفا من الناحية الشكلية ستثير عليه بعض الانتقادات بسبب أسلوبه وعباراته المستعملة في الخطاب مثل تشبيهه للراحة الزمنية الممنوحة للأساتذة في جدولهم الزمني بالراحة البيولوجية الممنوحة للأسماك، لكنها من الناحية التلفزيونية، شكلت دفاعا مثيرا عن قراره الأخير لأن التلفزيون كما البرلمان، يحتاج على الأقل من السياسيين، القليل من الخطابة، الكثير من الفرجة وهو ما أدركه الوفا خصوصا عندما أكد على أن اختياره لتوقيت اتخاذ قراره كان مدروسا لتزامنه مع النقاش العام بين كل المغاربة حول الدخول المدرسي، حتى ينتبه له الجميع. على الاقل استطاع الوفا هذه الايام ان ينتزع جزءا من نجومية بنكيران الذي صار حديث العام والخاص، ومع ذلك فإن هذا الأخير لم ينس ان يقتسم مع الوفا شيئا من نجوميته عندما أعلن خلال مجلس الحكومة أمس تضامنه المطلق مع وزيره في التربية الوطنية وهو ما لم يسبق أن فعله مع بعض وزرائه في ملفات معينة مثل قصة دفاتر تحملات الخلفي أو لوائح اقتصاد الريع التي اعلن عنها الرباح والشوباني... ربما يعيد هذا التضامن شيئا من الدفئ للأغلبية الحكومية خصوصا بين العدالة والتنمية وحزب الاستقلال خصوصا بعد التصريحات الاخيرة لنزار البركة التي اصطف فيها إلى جانب مزوار في قضية اتهامه من طرف بنكيران بتزوير أرقام الميزانية.