يواجه نادي بارين ميونيخ الألماني خطر النزف جماعي في صفوفه مع نهاية الموسم الجاري، بعدما ألمح عدد من لاعبيه إلى مغادرته الفريق بسبب تضائل فرصهم في اللعب ضمن التشكيل الأساسي للفريق في ظل سياسة التدوير التي ينتهجها المدرب الإسباني بيب غوارديولا منذ توليه الإدارة التقنية للعملاق البافاري، والتي جعلت الفريق بتوليفة غير معروفة، و دفعت بالكثير من الأسماء التي جلبت الخماسية التاريخية للبايرن في عهد المدرب الألماني يوب هاينكس إلى إعلان تمردها على خيارات المدرب الإسباني ورفضها البقاء على دكة الاحتياط ومن ثم التفكير في الرحيل إلى أندية أوروبية أخرى، مستغلين الطلب المتزايد على لاعبي الدوري الألماني في المواسم الأخيرة. ومما يزيد من احتمال تنفيذ هؤلاء اللاعبين لتهديداتهم بالرحيل اتهامهم من قبل وسائل الإعلام بالتآمر على غوارديولا والتخاذل في بعض المباريات لوضعه أمام الأمر الواقع خاصة في لقاء الإياب ضد ريال مدريد من نصف نهائي أبطال أوروبا عندما مني بهزيمة كبيرة على أرضه تسببت في إقصائه من السباق القاري، وهو الاتهام الذي دفع بغوارديولا اشتراطه على الإدارة البافارية تسريح عدد من النجوم مقابل استمراره في منصبه، وهو شرط ألمح الرئيس التنفيذي كارل هاينز رومينيغه إلى تلبيته على الأقل مع بعض العناصر المشوشة بعدما أعلن عن إمكانية التفاوض بشأن انتقال المهاجم توماس مولر، الذي أكدت بشانه تقارير عن احتمال تواجده في مانشستر يونايتد مع المدرب الجديد الهولندي لويس فان غال.
ولم يقتصر تهديد الرحيل على مولر الذي يعد أفضل لاعبي الفريق البافاري، بل وصل أيضا لمهاجمين آخرين ستتقلص حظوظهم في اللعب كأساسيين مع قدوم المتألق البولندي روبرت ليفاندوفسكي بداية من شهر يوليو المقبل.
وهكذا، كان السويسري شيردان شاكيري و ماريو ماندزوكيتش أول من عبر عن رفضهما البقاء على مقاعد الاحتياط، وقاما بوضع غوارديولا أمام خيارين لا ثالث لهما إما اللعب وقتا أطول أو الرحيل بما إنهما يمتلكان عروضا كبيرة، الأول من قبل ليفربول و الثاني من طرف أندية تشيلسي ويوفنتوس وأرسنال، وبالتالي لا يريدان التفريط فيها من أجل التواجد على دكة احتياط البايرن.
وفي ذات السياق، سئم متوسط الميدان ماريو غوتزة من وضعيته رغم أنه ضحى بمكانته في بروسيا دورتموند و التحق بالبايرن الذي دفع لأجله ملايين اليوروات ليجد نفسه يلعب مباراة ويغيب آخرى، فعلى الرغم من الإمكانيات الفنية و البدنية الهائلة التي يتمتع بها والتي تسمح له بخوض موسمين متتاليين دون ملل أو كلل، فقد تحدث إلى الصحف الألمانية والإنجليزية عن رغبة المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو في التعاقد معه لصالح تشيلسي.
كما هدد الإسباني خافي مارتينيز بتغيير الأجواء بعدما شعر بأنه مهمش و يلعب دورا ثانويا في استراتيجية مواطنه غوارديولا، على الرغم من أنه صاحب أغلى صفقة في تاريخ النادي البافاري بعدما وصلت قيمة انتقاله من اتليتيكو بلباو إلى 40 مليون أورو، في الوقت الذي أبدت فيه اندية ارسنال و مانشستر سيتي الرغبة الجامحة في التعاقد معه في ظل حاجتهما الماسة لمتوسط ميدان بمواصفات دفاعية كلاعب إرتكاز قادر على كسر الهجمات و استرجاع الكرات.
ويضاف إلى هذه القائمة أسم توني كروس و الهولندي اريين روبين، فالأول لم يمدد عقده بعد ويماطل في ذلك على أمل تحسين الامتيازات المالية التي يحصل عليها، حيث عبر عدة مرات عن اعجابه بمانشستر يونايتد، في وقت أوضحت فيه جل التقارير بإنه سيحمل ألوان الشياطين الحمر الموسم القادم بغض النظر عن المدرب الذي سيخلف ديفيد مويس، أما الجناح الهولندي اليساري فهو ضمن ضمن مخططات مواطنه فان غال والذي يرغب في اصطحابه معه إلى إنكلترا في حال إعلان مانشستر يونايتد تعاقدها مع المدرب الهولندي، خاصة أن علاقة روبن بغوارديولا لم تكن على ما يرام لدرجة صعوبة إقناعه بخططه بإعتراف بيب نفسه في تصريح سابق.
ويعرف البايرن هذه التطورات السلبية في وقت اعترف فيه مدافعه جيروم بواتينغ بتوتر العلاقات بين اللاعبين، وأن الأجواء السائدة بينهم ليست جيدة وهو ما جعل العديد من المتابعين يحملون المسؤولية للمدرب غوارديولا الذي أن ان يجعل من جميع اللاعبين أساسيين دون أن يخوضوا جميع المباريات، وهو إخفاق ظلت الانتصارات تحجبه لغاية الإقصاء من دوري أبطال أوروبا.