توصلت "كود" إلى معطيات جديدة حول الشبكة الإجرامية، التي أعلنت وزارة الداخلية، أول أمس الخميس، عن تمكن الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، بتعاون مع مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، من تفتيت آخر عقد في سلسلتها التي تتألف من مواطنين مغاربة وجزائريين، حجز لديهم أسلحة نارية متطورة. وذكر مصدر مطلع أن الرئيس المباشر للشبكة، المقيم بفرنسا، كان أعطى تعليماته لأتباعه لتفريغ الرشاش في صاحب محل لبيع السيارات بشارع الزرقطوني بالدارالبيضاء، الذي نجا من محاولة اغتيال في 6 نوفمبر من السنة الماضية، ول الموجودين معه، مشيرا إلى أن تخوف المغاربة الذي نفذا العملية من تبعات هذا الفعل الإجرامي دفعهم إلى استعمل مسدس في عملية تصفية الشخص المذكور.
وكانت مصالح الأمن المغربية تسلمت، أخيرا، من نظيرتها الجزائرية شقيقين من أفراد الشبكة التي تنشط في مجال الاتجار الدولي في المخدرات في عدد من الدول الأوروبية وفي أعمال إجرامية أخرى تتعلق بالاختطاف والاحتجاز والتعذيب المقرون بالقتل العمد والمطالبة بفدية مالية.
وكان المعنيين بالأمر يشكلان موضوع بحث على الصعيد الدولي على خلفية ارتباطهما بالشبكة الإجرامية التي ارتكبت أعمال قتل، في شهري أكتوبر ونوفمبر من السنة المنصرمة.
وأبرز مصر أن توقفين المعنيين بالأمر جاء تلبية للأمر الدولي بإلقاء القبض الصادر عن السلطات المغربية، مبرزا أن البحث المنجز أكد تورط الشقيقين في عملية قتل مواطن مغربي بضواحي مدينة ابن سليمان بعدما جرى اختطافه من مدينة الدارالبيضاء في 12 أكتوبر من السنة المنصرمة، وكذا في عملية محاولة قتل صاحب محل لبيع السيارات بشارع الزرقطوني بالدارالبيضاء في 6 نوفمبر من السنة نفسها، قبل أن يلوذا بالفرار نحو الجزائر بعد إيقاف باقي أعضاء الشبكة الإجرامية.
واشار بلاغ وزارة الداخلية إلى أن عمليات التفتيش المنجزة في هذه القضية أسفرت عن "حجز سلاح من نوع كلاشينكوف مصحوب بخزنتين تضمان 60 رصاصة، ومسدس فردي يحتوي على 12 عيارا ناريا، وذلك بمدينة تازة داخل مسكن مشتبه به ثالث يوجد رهن الاعتقال الاحتياطي على خلفية ارتباطه بنفس الشبكة الإجرامية".
وكشف المصدر أن اختيار الجزائر كوجهة للهرب جاء بسبب ارتباط هذه الشبكة بمواطنين جزائريين من بينهم الرئيس المباشر للشبكة، مقيم بفرنسا، وهو ما كان يعطي التعليمات بتصفية الحسابات مع عناصر الشبكات الإجرامية الأخرى بواسطة الأسلحة النارية.
وبفك لغز هذه الشبكة، أضافت الأجهزة الأمنية المغربية ملفا جديدا إلى سجلها الحافل، الذي يضم قضايا شهيرة ومعقدة لشبكات خطيرة نجحت مصالح الشرطة الوطنية في تفكيكها، بعد اعتقال جميع أفرادها، الذين شكلوا مصدر قلق لأجهزة أمنية عالمية مشهود لها بالحنكة والدقة والسرعة في الإنجاز.