أنا أيضا أهنىء السلفيين الذين التحقوا رسميا بحزب النهضة والفضيلة، وأقولها من كل قلبي مبروك للجميع، ولا أخفيكم أني أتخيلكم منذ الآن مرشحين في الانتخابات وبرلمانيين ووزراء وكتابا عامين وسفراء، وأرى كل هذه المناصب تليق بكم وتستحقونها، فليس إسلاميو العدالة والتنمية في نظري بأفضل منكم، وكما دخلوا من خرم حزب ميت، ستدخلون أنتم من نافذة هذا الحزب الصغير، لكني ألوم في الحقيقة حزب النهضة والفضيلة وألوم السلفيين الذين التحقوا به، ألومهم لشيء واحد، واحد لا غير، وأعتقد أنهم يجب أن يستمعوا إلي، في هذه النقطة، هذه النقطة فقط، وبدافع الغيرة على التجربة، والله، لمجرد الغيرة، فأنا لست سلفيا، ولكني أرى التجربة وتحولاتها في المغرب ممتعة ومسلية وواعدة من الناحية السياسية وأريدها أن تنجح وتذهب إلى آخر مداها. قولوا لي بالله عليكم لماذا أقصيتم الشيخ محمد الفزازي، أي سلفية يمكن أن تتحقق في المغرب بدونه، قولوا لي هل يجوز ذلك، وهل تسمحون بحزب يضم السلفيين وخال من الفزازي، في نظري المتواضع سيكون حزبا بلا طعم ولا لون ولا رائحة وهو محروم من ميسي السلفيين وممثلهم الأول، والذي له علاقات وطيدة مع لطيفة أحرار ومع عيوش ووودي ألان، الرجل الذي حول السلفية إلى شاو، وبفضله صرت أحبها وأتابع أخبارها مثل مسلسل.
لو كانت هناك مراجعة فكرية قام بها السلفيون فالفضل يعود إلى هذا الشيخ، الذي كان قبل سنوات يفزع من يستمع إليه ويشاهده، وأصبح اليوم يضحك ويبعث البهجة في النفوس، إنها قمة المراجعة ونقد الذات، ثم يأتي من يقصيه ويهمشه، لا، لا لن نقبل ذلك، فالسلفية في المغرب لا طعم لها ولا حلاوة بدون شيخنا الجليل، والأحلى أن ينجح في الانتخابات ويأتي إلى الرباط ويجلس في البرلمان مع لشكر وشباط وبنكيران.
نريد مزيدا من المتعة في السياسة بالمغرب، ولن يتحقق ذلك إلا بالتحاق الفزازي. لقد تشاجر مع والده الشيخ المسن من أجل هذه اللحظة التاريخية، وفي نهاية المطاف يجد نفسه مقصيا من الحزب الذي كان يحلم به.
لا أعرف الأسباب الكامنة خلف إقصاء الشيخ محمد الفزاري، وأظن أنه سيلتحق في الغالب مع الدفعة الثانية من الملتحقين، وإذا لم يحصل ذلك فإني سأخلق صفحة في الفيسبوك لدعم أروع سلفي في المغرب، صفحة خاصة بالمعجبين به والمعجبات، وإذا رفضوا في النهضة والفضيلة، فلا حل أمامنا إلا أن نؤسس حزبا سلفيا خالصا وغير ملوث بزعيم واحد لنا هو محمد الفزازي، وسنردد منذ هذه اللحظة الشعب يريد الفزازي، إذ لا يكفينا أبو حفص بنظاراته الشمسية، بل نريد الفزاري رئيسا للحكومة، فلا سلفي له أطول من لحيته، ولا أحد راجع قناعاته كما فعل زعيمنا، وتحيا العودة إلى السلف الصالح، وليمت بنكيران والإخوة في التوحيد والإصلاح، فإسلامهم خفيف ولايت ويتخلون عنه بمجرد الصعود، وسنهزمهم في الانتخابات القادمة إن شاء الله تعالى، كي نظهر الوجه الحقيقي للدين بزعامة قائدنا الفزاري، الذي نتوقع ظهوره في الأيام القليلة المقبلة، إما ملتحقا بإخوانه في النهضة والفضيلة أو مؤسسا لحزب جديد، وعاشت السلفية بعد الربيع العربي والتدافع والتزاحم والعجب العجاب، ولينفجر ويتفرقع الحساد بغيظهم، فالدين ليس لكم وحدكم تستغلونه كما تشاؤون، وبما أنكم تتدافعون فإننا نحن السلفيين سنتدافع معكم ونتزاحم، والشعب هو الذي سيختار من منا أكثر تشبثا بالإسلام وأكثر قدرة على التدافع والتزاحم.