لي قلب. لم يضع أحد في غيابي، حجرا مكانه شغل كل الباعة المتجولين في السوق المركزية للسياسة في أن يتركوا نحتا للقسوة. لي قلب قادر على ينبوع ماء، قادر على الكهرباء وعلى الوداع.. بكيت، هذا ما أقصده. أكان ضروريا أيها المهدي أن أدفع موتك ثمنا لبكائي.. بكيت، هذا ما أقصده، وأنا أتركك على سرير التراب..
قلبي ، عاد هذا اكتشاف من العمر الأخير. فالقلب لم يصبح (بعد؟) خارطة للصحراء.. مازلت مسيجا بالقدرة على أن أرى ما يراه قلبك النبيل، من وراء سياج الورود في الأعالي. لما فقدناك، بدت النهاية كما لو أنك كنت تدعونا إلى اللقاء الأخير في مأدبة الملائكة والأصفياء. كانت تلك محاولتك الأخيرة لكي تظل للجميع. ولكي تعطي معنى للموت لما لم نعطها معنى للحياة.. إلى حد الساعة على الأقل. المهدي السكراتي، أيها المناضل، الأمازيغي، الاتحادي النقابي الشفيف.. الذي ظل يطلب الاعتذار عن قرار اتخذ فيه، لأنه مسه، ولطخ جزءا من ثوبه النضالي الأنيق. لأنه فضل أن يقضي بقية العمر يطالبنا باعتذار عن ما اتخذناه ضده باسم التنظيم، على أن يعود بنصف حل ونصف بذلة... وداعا