أعلن مجموعة من الشباب، سنة 2009 عزمهم القيام ب " بيكنيك " بإحدى الغابات المجاورة لمدينة المحمدية. الخرجة لم تكن بالعادية، بل اختار لها الشباب والشابات الذين تنظموا في حركة أطلقوا عليها إسم " مالي " شهر رمضان، للقيام بغداء جماعي، معلنين رغبتهم في الإفطار العلني، في بادرة لم تنفذ، بعد أن اعتقلتهم السلطات الأمنية التي كانت تنتظرهم في محطة القطار بالمحمدية. حركة " مالي " اصطدمت مبادرتها بثقافة المجتمع المغربي، المتصالحة مع تارك الصلاة وشارب الخمر والممسك عن أداء الزكاة، لكن الرافضة قاطعا لمن يفطر رمضان، رغم أن العديدة من المغاربة يفطرونه سرا، وتمت مواجهتها بالفصل 222 من القانون الجنائي المغربي الذي يتضمن عقوبات حبسية لمن يفطر علنا في رمضان، هذا الفصل الذي أقرته السلطات الاستعمارية، وحرم به الجنرال الليوطي الإفطار العلني على جنوده في رمضان. اليوم وبعد مرور ثلاثة سنوات على أول مبادرة إفطار علني لرمضان بالمغرب، خرجت حركة أطلقت على نفسها " ما صيمينش " استطاعت عن تجمع أكثر من 600 مشارك في صفحتها على " الفايسبوك " شباب من مختلف الأعمار والمدن، بأسماء ووجوه مكشوفة، كتبوا أنه لا يردون استفزاز أحد ولا يريدون زعزعة عقيدة أي مسلم، بل غايتهم هي أن يعرف المغاربة أن بينهم من لا يصوم رمضان. " كود " اختارت أن تطرح سؤال الموقف من الحركة على مجموعة من الشباب، أولاهم مريم بوتوراوت 22 سنة طالبة صحفية، قالت ل " كود " : " ما كنظنش أن ما يسمى "بحركة ما صايمينش " جات بشي جديد ولا غتجي بشي جديد حيث كتعاود تجربة حركة مالي اللي الجميع عارف شنو وقع فيها " واعتبرت أن أي رض عنيف تجاه الحركة، سيحرك أعداء ومنافسين لحزب المصباح " أو غيدي جبدو عليه النحل " ووصفت المبادرة بالفقاعة الإعلامية. كريم أمجون إطار بالبريد من مدينة فاس، يرى أن الحريات العامة كل لا يتجزأ، . ويقول " هد الناس خاصهوم يفكروا في تحقيق الكل "، كما اعتبر أن الحركة هولامية، وتساءل في تصريحه ل " كود " عن السر وراء الخروج في شهر رمضان فقط. واستنكر كريم الطريقة في الجهر بإفطار رمضان، معلل ذلك بأن الشعب المغربي أغلبيته مسلمة، ولا يجب استفزاز مشاعره. عبد الحليم الخمليشي رباطي وعضو بحزب الاصالة والمعاصرة عبر ل " كود " عن اتفاقه من حيث المبدأ، لكنه يؤاخذ على الحركة الخروج في هذه المرحلة، خصوصا لما نشهده من صراع يقول عيد الحليم بين تيارين متنافرين يريان أنهما يمثلان الحق المطلق وبالتالي ينفيان لغة العقل. فرح عبد المومني 22 سنة من فرنسا قالت "هي مبادرة مزيانة، باش الناس إعرفو بأن ماشي كولشي المغاربة كيصومو. كانت يمكن تلقى إقبال لوكان اكثر ديال قبول الإختلاف في المغرب، لكن في نظري، في الوقت الحالي، لن تغير شيء. وعلقت ساخرة " الشخص الذي يحاول يفطر فالزنقة في رمضان، يوصل عليه الفطور فالكوميسارية ". عادل من مدينة تازة أكد وشدد على أنه مسلم " هادشي ماكيديقنيش وماكيستفزنيش وكل واحد كيمارس داكشي لمقتنع بيه ومن هادشي كل لواحد يفطر فرمضان ولا يصوم ولا يصلي هي حرية شخصية ومخصناش ندخل فيها "وأعلن تضامنه مع الحركة رغم أنه صايم. أمين طهراوي شاب من مدينة وجدة له رأي آخر بخصوص الحركة، يقول ل " كود ": " ماصايمينش تسعى في خرجاتها الإعلامية بالدرجة الأولى و التي أصبحت سنوية قبل كل شهر رمضان الى اثارة الضجة ليس إلا ". وذهب حد تقديم خدمة للمخزن، لأن مبادرتها تشكل نوع من التعتيم على المطالب الأساسية للمواطن المغربي.