فضائح الرئيس المدير العام السابق للقرض السياحي والعقاري الاتحادي السابق خالد عليوة لا تقتصر على استفادته من منصبه لاقتناء شقتين مساحتهما (282 متر مربع و112 متر مربع) بأحد أجمل عمارات شارع مولاي يوسف الجميل بالدارالبيضاء (إقامة الأخوة) بثمن لا أحد يصدقه، بل في تسخير كل إمكانيات القرض السياحي والعقاري من أجل تجهيز الشقتين الكبيرتين. باستحضار تقرير المجلس الأعلى للحسابات لعام 2009 نكتشف هول اختلاسات هذا الشخص الذي يهدد بجر شخصيات كبيرة معه إلى السجن. عليوة حول المؤسسة التي كانت تعاني من مشاكل كثيرة كادت تؤدي بها إلى الإفلاس، إلى ضيعة في ملكه وملك عائلته. التقرير المنشور يوم 21 أبريل كشف أن تسييرها "أحادي وانفرادي" وأن موارد ومنتوجات الفنادق التي يملكها القرض السياحي والعقاري كانت رهن إشارة السيد عليوة وعائلته، منها مثلا ان شاحنات للمشروبات الغازية كانت تزود فندق السويس بكورنيش الدارالبيضاء، كانت تتجه إلى بيته بكابو نيكرو في الشمال لتزويده ليس فقط بالمشروبات الغازية بل حتى بالأكل.
كما وضع رهن تصرف أفراد عائلته، حسب التقرير دائما، أجنحة في فنادق تابعة للمؤسسة البنكية، كما عين مستخدمي الفنادق خدما أينما حل وارتحل داخل المغرب.
أكبر الفضائح كانت كشفتها أسبوعية "الحياة الجديدة" عام 2009، فالشقتان فاز بهما خالد عليوة بشكل مباشر عقارات في ملكية البنك بأثمنة أقل بكثير مما هو معمول به في السوق. ويتعلق الأمر بشقق، وهما شقتان متجاورتان مساحتهما على التوالي 112 متر مربع و282 متر مربع. تقعان بشارع الرشيدي بالدارالبيضاء اقتناهما البنك سنة 1997 بتكلفة إجمالية وصلت إلى مبلغ 1.695.802 درهم. وتم بيعهما للرئيس المدير العام السابق سنة 2006 دون الموافقة المسبقة لمجلس إدارة البنك بثمن 1.705.000 درهم أي ما يعادل 3.458 درهم للمتر المربع، في حين أن ثمن المتر المربع خلال تلك الفترة كان يناهز 20.000 درهم للمتر المربع. وهو ما يشكل فرقا في الثمن الإجمالي يصل إلى 8 ملايين درهم.
ولاحظ تقرير المجلس أن البنك، قام بإنجاز عدة أشغال في الشقتان وتحمل مصاريفها، وذلك قبل عدة أشهر من بيعهما للرئيس المدير العام. وبلغت مصاريف تلك الأشغال 730 ألف درهم، و700 ألف درهم، وسجل التقرير أن البنك استمر في تحمل مصاريف إضافية لتهيئة الشقتين رغم بيعهما للرئيس السابق، وهو ما كلف البنك مبلغ 1.972.066 درهم حسب الفواتير التي تمكن المجلس من الحصول عليها.
التقرير كشف أن حظيرة السيارات المخصصة للرئاسة بلغت 11 سيارة تستهلك 550 ألف درهما وهو ما يعادل 70 في المائة من ميزانية الوقود.
عليوة كان يبيت مجانا في الجناح الملكي أو الرئاسي للفنادق التابعة للقرض العقاري والسياحي ومن كل الامتيازات.
وعلمت "كود" ان تجهيز شقتيه بإقامة الأخوة أشرف عليه مهندسو وعمال القرض العقاري والسياحي، إذ جلبهم ومعهم المعدات التقنية والكمبيوترات من أجل راحة السيد خالد عليوة.