الغلاء زين ونعمة من عند رب العالمين، لأنها تهذب الخلق خصوصا الفئات الهشة لي حتى هي كتمارس حقها من التبذير اليومي والشكوى، قبل كورونا واحد العام كانوا الحمضيات مابغاهم بوبي، تلاتة كيلو بعشرة دراهم حدا باب الدار، كتلقى الپيكوپات قبالت الجوامع وفي الزناقي والدروبة مشارجيين عشرة دراهم تلاتة كيلو ديال المومو دالناڤيل والماندارين، أنا بوحدي لي كناكلو في الدار ومع ذلك كنت فين مانكون جاي للدار نجيب معايا ميكة، طبعا واحد التلاتين في المية من داكشي كانت كتلاح دغية كيخسر ويدير العفن، وكانت هانية عندي لوح ونجيب ميكة خرى وهاحنا حركنا العجلة، هاد السنوات اللخرة فاش وصل لعشرة دراهم للكيلو عند دوك الأطباء لي حدا الدار، وليت نجيب كيلو واحد نعزلو الحبة على ختها وناكلو كامل مانلوح فيه والو، أنا رابح لأني مكنلوح والو وكنستهلك شنو شريت بعقلانية، ومولاه رابح حيت الثقل قليل وبايع بالثمن داكشي لي يربح في عشرة دالصنادق دابا كان كيربحو في فاياج كامل شحال هادي. كذلك الحال مع أي حاجة كتغلى كيولي يستهلكها الواحد بعقلانية ومكيلوح منها والو وفي نفس الوقت راه داكشي لي محتاج ولي كافيه، فاش كان المازوط بتمنية دراهم كان لواحد يقدر يقنط يهز الطوموبيل ويمشي يدور عشية كلها بدون وجهة باش يحيد القنط، ويوسع ثقب الأوزون، ولكن فاش طلع الثمن تقريبا تضوبل، بنادم وللى يفكر مزيان قبل ميورك على الكسيراتور فين غادي وفين جاي، وإلى قنط يخرج يتمشى على رجليه وشحال من واحد كنعرفو خدا بيكالة كهربائية ولاقي فيها صحتو وراحة جيبو، كتبدل السلوكات الإنسانية بشكل إيجابي بسبب الغلاء. هاعلاش واخا المغرب سنوات وهو ضاربو الجفاف باقي كنشوفو الناس كتسيق الديور من لفوق للتحت بالتيو ولما كيشرشر، وباقي الناس عموما مكيتعاملوش مع لما على أنه حاجة نادرة وراه الأطلس كلو نشف، البحيرات لي بقاو قلال يعدون على رؤوس الأصابع، السدود كذلك والوديان، وحتى الفرشة المائية بعدات وبزاف بنادم ولا يحفر مية ميترو في بلاصة، لما ماشي في الرحامنة هادشي راه عند منابع سبو تلقى الواحد حافر مية ميترو ومية وخمسين، كون لما في الروبيني تباع غالي بنادم غادي يجمع يدو فيه طبعا، ماغاديش تلقى بنادم فقير ومع ذلك فاش يبغي يدوش يطلق الدوش خمسة دقايق على مايوصل الما سخون، عوض يجمع داك لما في سطل ويخليه يسيق بيه، أنا عشت في طنجة التسعينات فاش كان كيجي لما في الباطو من آسفي ويتطلق غير ساعة بالليل تعلمت وعرفت شناهي ندرة لما واخا في المدينة، خاص الغلاء في كل حاجة من أجل تهذيب المواطن وتحسين سلوكه الاستهلاكي.