واش المغاربة راضين بالواقع الاجتماعي والاقتصادي؟ ابدا، للي كيمشي فالطوبيسات وللأسواق الشعبية، غايسمع ناس كتشكي وغاتشوف الهموم على وجوهم، غاتشوف الحزن. الحزن عام فالمغرب مامرتبطش فقط بتدني الدخل الفردي، بل مرتبط بزاف بزاف بالشتاء، يلا مطاحتش الشتاء، ناس كتمرض نفسيا كتكعا مكتلقاش راحتها فحتى حاجة. مكتبقاش الفرحة فرحة وحتى الحزن كيولي حزن غريب. اليوم، المغاربة امام وضعية صعيبة اقتصاديا، بسبب توالي الجفاف للسنة الثالثة على التوالي، مع استمرار بعض من النخبة والمسؤولين فمسار من الفساد المالي والسياسي والإداري وحتى الرياضي، الفساد ماخطا حتى بلاصة، رجع الريع بقوة، محاربة الفساد شعار وصافي. فهاد الوضع بدات مؤشرات زوينة ديال الحكامة وربط المسؤولية بالمحاسبة بداو يطيحو بالكروش الكبيرة، شفنا وزير سابق وبرلماني نافذ ومن أعيان الحركة الشعبية اعتقلوه وكيحاكموه. شفنا سقوط شبكة متورط فيها قياديين من حزب الاصالة والمعاصرة لي مشارك فالحكومة، وهو ثاني قوة سياسية فالبرلمان. اليوم كذلك سمعنا خبار تقديم برلماني من الشمالي رفقة 12 اخرين بتهم تتعلق بتبديد اموال عمومية. كلها اشارات واش كافية ولا لا؟ واش تقدر تنسي المغاربة من هم الجفاف؟. هاد الحملة اللي دايرا الدولة ضد الفساد، كتذكرنا بالحملة التطهيرية لي دار الحسن سنة 96، وللي جات فسياق 4 سنوات من الجفاف. معطى الجفاف كان حاضر بزاف، حيث المغرب غادي للانهيار الاقتصادي. وقبلها، في سنة 1995 أعلن الملك الراحل الحسن الثاني من قبة البرلمان في خطاب تاريخي أن المغرب يعيش مرحلة السكتة القلبية، واستشهد على ذلك بأرقام وإحصائيات كان قد تضمنها تقرير البنك العالمي حول المغرب سواء فيما يرتبط بالإدارة أو القضاء أو سير المؤسسات العمومية والتشريعات والمساطر، والمسؤولين والموظفين، وقال الحسن الثاني آنذاك قولته الشهيرة: "قرأت تقرير البنك الدولي فوجدت فيه أرقاما مفجعة تجعل كل ذي ضمير لا ينام". يذكر أنه في شهر رمضان من سنة 1996، شن إدريس البصري، وزير الداخلية الأسبق، حملة تطهيرية ضد بعض رجال الأعمال "المتورطين" في ملفات شائكة تجمع بين تهريب الأموال إلى الخارج وتجارة المخدرات. ومن الصدف، أن أولى المداهمات والاعتقالات في حق بعض المهربين، انطلقت خلال شهر رمضان، قضاه المتهمون أمام المحققين ليعيشوا أصعب أيام عمرهم. وحسب ملف سابق نشرته يومية "الأخبار"، فإن الراحل الحسن الثاني، قال في اجتماع صاخب لوزرائه ومستشاريه: «أجمعكم اليوم لمناقشة موضوع مهم، وإذا استمررنا بهذا الشكل فالأمور تسير إلى الأسوأ. سأضع المفتاح فوق الباب»، ويقصد أن الأمور بدأت تنفلت ولا بد من تقويم الوضعية.