قال محمد بن عبو، الخبير في المناخ والتنمية المستدامة، أنه "كثيرا ما يخطر في الأذهان هل تحتسب نسبة التوحل مع نسبة ملء السدود أم حساب هذه النسب هي مشكوك في أمرها وتبقى نسبية مقارنة مع الواقع، لكن الواقع شكل آخر فسد الوحدة على سبيل المثال كانت طاقته الاستيعابية منذ تشييده تبلغ 3800 مليون متر مكعب بينما تصل اليوم إلى 3522.25 مليون متر مكعب". وأضاف: "يتبين حجم الخسائر المالية التي تفقدها المملكة سنويا فالسنة الماضية فقدنا ما يفوق 800 مليون متر مكعب على الصعيد الوطني بينما تتزايد هذه الحصة المفقودة سنة بع أخرى حيث يقدر الحجم الإجمالي الذي فقدته السدود بسبب التوحل ب2.7 مليار متر مكعب، وهو ما يعادل حجم ثلاثة سدود كبرى". وذكر في ذات السياق أن نسبة ملء السدود لا تتجاوز 4.46 مليار متر مكعب بنسبة 27.68 في المائة فقط بتاريخ 22 غشت 2023 بينما كانت لا تتجاوز السنة الماضية 26.43 في المائة بحمولة إجمالية لا تتعدى 4.26 مليار متر مكعب تمثل منها حمولة سد الوحدة لوحده 1.71 مليار متر مكعب بنسبة ملء تفوق 48 في المائة. وحسب المتحدث، فإن القيمة التخزينية لسد المسيرة تراجعت من 2760 مليون متر مكعب الى 2657 مليون متر مكعب بسبب التوحل أما سيد بين الويدان فقد أصبحت طاقته الاستيعابية حوالي 1215 مليون متر مكعب في الوقت الذي كانت تصل فيه قدرته على التخزين حوالي 1384 مليون متر مكعب. وأوضح أنه "يتبين الحجم الحقيقي للأثر السلبي للتوحل على تحقيق الأمن المائي والغذائي للمملكة المغربية عبر فقدان مئات الملايين من الأمتار المكعبة من المادة الحيوية التي تتراجع سنة بعد أخرى ويقلص التوحل نسبة ملء الحقينة الأصلية للسدود والتي تقدر ب 20 مليار متر مكعب، بما يفوق 15 في المائة". كما تفقد السدود جراء ذلك طاقة تخزينية تفوق 80 مليون متر مكعب سنويا بينما يفقد سد الوحدة لوحده ما يفوق 20 مليون متر مكعب سنويا من جراء التوحل بينما يفقذ سد محمد الخامس الذي تبلغ سعته 725 مليون متر مكعب حوالي 11 مليون متر مكعب سنويا، بينما يفقد سد وادي المخازن التي تبلغ سعته 672 مليون متر مكعب 3,9 ملايين متر مكعب سنويا، بينما يفقد سد المنصور الذهبي الذي تبلغ سعته 428 مليون متر مكعب 3,7 ملايين متر مكعب سنويا، أما سد مشرع حمادي الذي تبلغ سعته 8,1 ملايين متر مكعب فهو يفقد سنويا 0,2 مليون متر مكعب. وزاد الخبير في المناخ قائلاً: "هذا في الوقت الذي يتسبب فيه التوحل في أضرار بيئية كثيرة ومتعددة منها نمو الطحالب التي تشكل طبقات كثيفة وعائمة فوق سطح السدود تنتج عنها تراجع جودة مياه السدود الموجهة للشرب بعدد كبير من المدن والحواضر الكبرى، لكن مع ارتفاع عدد سدود المملكة ارتفعت معها الطاقة التخزينية للسدود الرئيسية بالمملكة، حيث لم تكن تتعدى 15.59 مليار متر مكعب سنة 2019 الى 16.12 مليار متر مكعب سنة 2023 في حين يطمح المغرب الى الرفع من الطاقة الاستيعابية للتخزين بالسدود الى 27 مليار متر مكعب في أفق سنة 2030".