منذ أن غيرت المجموعة التي تحتضن فريق الرجاء البيضاوي العلامة التي تظهر على أقمصة الفريق بعلامة "جبال"، انطلقت التعاليق و موجة نحيب جماعي ، بمنطلق عاطفي قبلي ، لا يرى سوى نصف الكأس المملوء ، و كغيور على المنطقة ، و كي لا نتيه وراء صراع يريده عتاة المفسدين الذين تسلطوا على الزرع و الضرع بالمنطقة، أود أن أثير بعض الأفكار التي تحتاج إلى بسط و نقاش هادئ: * قبل أن تتم إقامة معمل جبال بالمنطقة ، هلا تساءلنا عن الأرض الجماعية لإقامة المشروع، كيف تمت المصادقة على التفويت؟ من فوت؟ وكيف تم التفويت؟ وفق أية شروط؟ لمن هاته الشروط المعلنة و غير المعلنة؟ أسئلة كثيرة تثار على دور نواب الأراضي وممثلي مختلف الإدارات ؟ * كل المشاريع التي أقيمت بالمنطقة تطرح معها أسئلة الشفافية في تفويت الأراضي : فهل يذكر أحد كيف تم تفويت معمل حليب تادلة بما فيه لمركز الحليب؟ هل يعقل أن يتم ذلك في ساعات الفجر الأولى؟ و تتفرع عنها أسئلة لما وصل إليه مآل تعاونية حليب تادلة من المسؤول ؟ ألم يكن التسيير و النهب الذي تعرض له المعمل عملية مدبرة لتسهيل ذلك؟ ألم يكن للعديد من أبناء المنطقة دور في كل ما حصل؟ و لنر العديد من التجارب المماثلة بالمغرب التي استمرت و في مناطق شبه فلاحية لنتساءل كيف بقيت و صمدت في وجه أخطبوط مركز الحليب و تهاوت تعاونية حليب تادلة رغم غزارة المنتوج و كثرة المنتجين؟ * هل قدر الجهة أن تكون للاستنزاف دون أن نلمس أي تأثير على الحياة الاجتماعية و الاقتصادية لساكنة المنطقة؟ لننطلق بالماء الذي لا يكفي أن تستنزف فرشاته لصالح مناطق بعيدة فالمياه لا تغيب لثانية بخريبكة مثلا و لو كنت قاطنا بالدور الرابع ، في وقت يحتاج كل ساكنة الفقيه بن صالح لمضخات كهربائية لإيصال الماء للدور الأول أي منطق يجعل من مناطق الإنتاج مناطق شبه منكوبة؟ عليك بملء البراميل للتخزين طيلة أشهر الحرارة و ما أكثرها. و لنعرج على الفلاحة و الدور الذي يلعبه المكتب الجهوي بالمنطقة إذ لا نلمس إسهاما واحدا على المدينة و محيطها ؟ و لننظر للطريق المؤدية لإدارته العامة و لنر أنها لم تتغير لعشرات السنين لولا تواجد العمالة بالمنطقة أخيرا,وهناك مفارقة غريبة عجيبة ففي ضل تواجد المكتب لم تستطع توفير عشب يليق بملعب من الملاعب بالمنطقة ,و التجأت الجهات المسؤولة للحل السهل من خلال العشب الاصطناعي الذي وضعت عليه آلاف الأسئلة في منطقة معروفة بحرارتها القياسية رغم توفر الماء للسقي بها, بل من يتذكر مباريات التوظيف بها, و كيف كانت لا تكتشف إلا بوصول أفواج المرشحين للمدينة ولنتساءل عن مساهمة المكتب في امتصاص حدة العطالة بين أبناء المنطقة و ليخبرنا أحد عن عددهم؟ بل حتى إكتشاف الفوسفاط مؤخرا بالمنطقة يطرح معه ألف سؤال عن الإضافة التي قدمها للمنطقة و لساكنتها فلا دعم لفرقها و لا لجمعياتها و لا لبنيتها التحتية و لا لبيئتها, بل حتى تشغيل أبناء المنطقة لم يتعد أعمال العتلة بشركات المناولة, وحتى الماء الذي سيتم توظيفه للغسل و نقل الفوسفاط من المنطقة مصدره سد متواجد بالجهة؟ هل كل هاته الأسباب و التساؤلات مجتمعة لا تشفع لمسؤول واحد لإنصاف المنطقة و ساكنتها, رغم مساهمتها المؤكدة في تحويلات أبنائها , وإسهامها الاقتصادي من خلال الفلاحة و تربية المواشي وأخيرا استخراج الفوسفاط ؟ إنها مقدمة لفهم الرؤية التي يراها البعض في المنطقة : مركز للنهب و الاستنزاف ضدا على المنطق الذي تعامل به جهات أخرى. و المتتبع لمعرفة السبب يرى بعض الأسباب في نوعية المسؤولين الذين ابتليت بهم الجهة و لنر كيف تراكمت ثرواتهم بسرعة الصاروخ دون دفاع منهم عن المنطقة و أبنائها؟ و لنبحت على واحد يستميت في الدفاع عن الجهة قولا و فعلا فلا نجده, بل لنر نوعية ما قدموه للجهة جراء صمتهم و تواطئهم: * استمرار معاناة نصف مدينة الفقيه بن صالح من الروائح الكريهة الناتجة عن قناة التصريف التي تخترق المدينة و التي يصدرها معمل مركز الحليب في ضل رمي المسؤولية بين المعمل و المجلس البلدي , انضافت إليها مؤخرا بعض أمراض التنفس و الحساسية خصوصا بين أطفال ساكنة سيدي أحمد الضاوي وبدر و نزهة أولاد حديدو و القواسم و.... * المحاولات الدؤوبة لإقامة المطرح الجهوي للنفايات ضدا على الساكنة و فلاحي المنطقة، لما يشكله من تهديد على صحة المواطنين و للفلاحة و الفرشة المائية. لكل هاته الأسباب و غيرها فطبيعي أن تحتضن جبال فريق الرجاء البيضاوي و م ش ف فرق آسفي وخريبكة و الجديدة و.....مادام من اوكل لهم هم الدفاع عن المنطقة و ساكنتها لا هم لهم هو" السيمة و الياجور" ومراكمة الثروات : عادي جدا. و نحن على ذكر الاحتضان يجدر بنا أن نناقش ملفا يتعلق بكيف لمؤسسات عمومية أو شبه عمومية أن تدعم فرقا بعينها في مدن بعينها : صندوق الإيداع و التدبير للفتح الرباطي- بريد المغرب للكوكب - العمران للحسيمة - ....أليست مؤسسات عمومية مغربية ؟ لماذا تدعم هاته الأندية و ليست أخرى وفق أية مقاربة؟ إنه الفساد و الاستبداد و لا شيء غيرهما في وقت لا تجد العديد من الفرق المغربية حتى مصاريف تنقلها. و لنا في فرق المنطقة خير دليل: شباب قصبة تادلة- و رجاء بني ملال العائدان للأقسام الدنيا بسرعة الضوء بعد معانقتهما للقسم الأول.