رغم أن الحكومة الحالية ما فتئت ترفع شعار محاربة الفساد والمحسوبية والزبونية ،فالفضائح التي تتفجر في وزاراتها يوميا تكاد تميزها عن سابقاتها من الحكومات، ووزارة التربية الوطنية والتكوين المهني لا تختلف عن "أخواتها"، فلا يكاد يختفي صدى فضيحة حتى تنفجر أخرى. ودشن الوزير الجديد بداية مهامه بملفات زبونية ومحسوبية تخفي خلفها ما تخفي. فقد أظهرت نتائج الاختبارات الكتابية لولوج المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين الصادرة عن وزارة التربية الوطنية منذ أيام ، شكوكا كبيرة حول وجود حالات فساد ومحسوبية وزبونية وانعداما لتكافؤ الفرص بين المترشحين. وهو ما اعتبره المتابعون والمهتمون فضيحة تربوية كبيرة تبين المنزلق الخطير الذي يسير في تجاهه التعليم بالمغرب، ودعووا إلى ضرورة فتح تحقيق لاطلاع الرأي العام على حقيقة الأمر. فقد كشفت هذه النتائج عن نجاح أفراد أسر وعائلات بكاملها في بعض نيابات المملكة. ويظهر في كثير منها أن ثلاثة أفراد بل أحيانا أربعة من عائلة واحدة تمكنوا من "النجاح" في الاختبار الكتابي بكل من الحسيمة وأسا الزاك وبركان وفاس و بولمان وسلا وتطوان ، وازدادت اتهامات المتابعين للحكومة والوزارة الوصية بعدما أظهر موقع الوزارة أن بعض هؤلاء "الناجحين" يحملون أرقاما متتالية لبطائق التعريف الوطنية والإمتحان. ووقفنا على وجود أسماء لأفراد من نفس العائلة ولا مجال لوجود تشابه في الأسماء، خصوصا بالسكن في نفس العنوان وبتتابع أرقام البطائق الوطنية ونفس الحروف المصاحبة لأرقام البطائق . كما تبرز النتائج عدم حرص الوزارة على مبدأ تكافؤ الفرص الذي ترفعه شعارا وتنادي به، إذ أن ممتحني قسم بكامله بنيابة خنيفرة تمكنوا من النجاح باستثناء الغائبين منهم ، وهو ما علق عليه رواد مواقع التواصل الاجتماعي بكونه طبيعيا ما دامت الوزارة ترفع شعار "جيل مدرسة النجاح" !! بالنسبة للمتعلمين فلم لا تطبقه على أساتذة المستقبل حتى يتشبعوا بالشعار ويطبقونه على متعلميهم. بعض النقابات تحدثت عن كونها تجمع المعطيات وإن ثبت ما يتم الحديث عنه فإنها لن تسكت ، فيما آخرون يلتزمون الصمت ربما لكونهم مشاركين في العملية، حسب ما يتداوله ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي. وعبر آخرون في نقاشاتهم عن كون الفساد مع هذه الحكومة أصبح بنيويا، وأن نجاح أفراد الأسرة الواحدة ليس من باب الصدفة أو الاجتهاد، وهو ما زكته الشكوك التي شابت المباراة و مبررات تأخر النتائج، ومما يزيد من احتمال وجود تلاعبات،حسب الكثيرين، هو عدم نشر نقط الناجحين و أسمائهم مجتمعة في كل شعبة من الشعب مادام العدد يسمح بذلك فهو لا يتجاوز 4000 باستثناء الابتدائي كما أن تأخر الإعلان عن النتائج قرابة شهر لم يكن له مبرر مع شكل الأسئلة التي كانت في غالبيتها على الطريقة الكندية، كذلك الوزارة في بلاغها حول النتائج لم تشر لما تم تداوله من شكوك حول وجود محسوبية و زبونية. وفي الوقت الذي يحتاج فيه المقبلون على اجتياز المباريات، وخصوصا المعطلين منهم، إلى رسائل تطمئنهم برغبة الحكومة في وضع حد للعبث الذي يعرفه التعاطي مع ملفهم خاصة محضر 20يوليوز، أبت هذه الأخيرة إلا أن تثبت العكس بعدم وضع حد لأساليب المحسوبية والزبونية وضرب مبدأ تكافؤ الفرص بين المترشحين .