إن مثل المغرب اليوم, بدستوره الجديد, كمثل من بنى بيتا فأجمله و أحسنه و بقي ينتظر تأثيثه. و لأن أي بيت مهما بلغت واجهات جدرانه من جمال و رونق؛لا تكتمل الراحة فيه إلا بما يحتويه من وسائل العيش الكريم و السعيد بداخله. و لكي يكتمل نعيم المغاربة اليوم-و قد بنوا بيتهم الجديد- لابد لهم من أثاث حديث يتجلى في مؤسسات دستورية؛ديمقراطية و مواطنة وكذا سلط منفصلة يحترم بعضها البعض و تتجمع جهودها لخدمة الصالح العام لهذا البلد و ساكنيه:حكومة مسؤولة و ذات مصداقية؛ برلمان منتخب و قضاء نزيه يأخد بزمام الأمر و لا يفعل ما يؤمر... كما يجب إضفاء نفحة الجمال على هذا البيت بنور الشفافية و الحرية و مده بصنابير يشرب منها الجميع ماء المساواة... لكن من أين سنأتي بهذا الأثاث؟ الجواب بسيط.توجد بالمغرب معامل كثيرة لهذا الغرض لكن تلزم إعادة ترميمها و ضبط آلاتها لتعطينا منتوجا تتوفر فيه الجودة و الفعالية و الحداثة:معامل التعيينات العليا لإنتاج أطر الدولة و مدراء المؤسسات الحكومية؛ مصانع الانتخابات لإنتاج المجالس القروية و البلدية و كذا الغرف البرلمانية... كما يمكن الاستعانة بوحدات المجتمع المدني لتوفير آليات شبابية و حقوقية و جمعوية تكمل أثاث البيت و تساعد على تنمية مستدامة لقاطنيه. إنما ينبغي في النهاية الحرص منا جميعا على أن لا يتلف أثاثنا أو يسرق منا و ذلك بوضع آليات للمراقبة و مجالس للمحاسبة و تفعيلها حتى لا يقال عن بيتنا رغم زركشة جدرانه و علو أسواره أنه منزل أشباح. أبو نزار لكريني.