قالت سونيا دريدي، مراسلة قناة "فرانس 24" في مصر، إنها تعرضت لتحرش جنسي في ميدان التحرير أثناء تغطيتها للمظاهرات التي خرجت تحت شعار "مصر مش عزبة" يوم الجمعة الماضي. ونقلت حادثة التحرش على الهواء مباشرة حين كانت دريدي تقدم تقريراً من الميدان للقناة، وبحسب ما قالت دريدي ل"فرانس برس" فإن جمعاً من الشباب قاموا بمحاصرتها وأخذوا يلمسونها، وأوضحت أن التحرش استمر دقائق عدة قبل أن يتمكن صديق لها من إنقاذها. وقالت دريدي وهي فرنسية من أصل جزائري: "لقد حُوصرت من كل الجهات، وأدركت لاحقاً، حين أعاد أحدهم إغلاق أزرار قميصي أنها كانت مفتوحة ولكن غير ممزقة، وبفضل الحزام الصلب (الذي كانت تضعه) تفاديت الأسوأ". وبعد أن وجدت نفسها "محاصرة في ما يشبه التحرك الشعبي، حيث تمت ملامستها"، لجأت الصحفية إلى مطعم للوجبات السريعة في ميدان التحرير بحسب تصريحاتها. وأوضحت سونيا دريدي أنها ستتقدم بشكوى، بينما أعلنت القناة الفرنسية في بيان أن "إدارة فرانس 24 تدين بشدة الاعتداءات المتكررة على جميع الصحافيات اللواتي ينبغي أن يمارسن عملهن بحرية في كل أنحاء العالم". وأكدت القناة أنها "تبذل حالياً ما في وسعها، بدعم من السفارة الفرنسية في القاهرة، لضمان أمن مراسلتها وإعادتها إلى فرنسا". وحسب موقع "العربية.نت" فإن حوادث التحرش تزداد في مظاهرات الميدان، وبالتالي ليست هذه سابقة. فحالة الصحافية الفرنسية سونيا دريدي ليست الأولى ولا تبدو أنها الأخيرة، إذ إن حوادث التحرش في مليونيات ميدان التحرير بالعاصمة المصرية تعددت لدرجة خروج عدد من المصريات مظاهرة في 7 يوليو/تموز من العام الحالي احتجاجاً على التحرش بهن في الميدان الذي انطلقت منه الثورة الشعبية التي أطاحت بالرئيس مبارك، خصوصاً مع توارد أخبار أن تلك التحرشات وصلت لحد الاعتداء الجنسي في بعض الحالات في الوقت الذي لم تستطع السلطات المصرية إلى الآن من القبض على مرتكبي تلك الحوادث ما يشيع جواً من الخوف لدى النساء والفتيات. وفي 11 فبارير/شباط 2011 وبينما كانت الجموع الغفيرة المحتشدة في الميدان تحتفل بتنحي مبارك، تعرضت مراسلة شبكة "سي بي إس" الأمريكية لارا لوغان لاعتداء جنسي عنيف عندما انقض عليها جمع من الرجال يتراوح عددهم بين 200 إلى 300 رجل، و"اغتصبوها بأيديهم"، على حد تعبيرها. وفي أكتوبر/تشرين أول 2011 روت الصحافية في القناة الفرنسية الثالثة كارولين سينز لوكالة "فرانس برس" كيف أنها، وأثناء وجودها في ميدان التحرير، تعرضت لضرب مبرح ولاعتداء جنسي وحشي من قبل "شبان صغار في الرابعة عشرة أو الخامسة عشرة أخذوا يتحسسون جسدي"، قبل أن ينقض عليها "حشد من الرجال". وأضافت "تعرضت للضرب من مجموعة من الشباب والكبار الذين قاموا بنزع ملابسي والامساك بأعضاء جسدي بشكل يعد اغتصاباً"، مؤكدة أن "بعض الأشخاص حاولوا مساعدتي لكنهم لم يتمكنوا من ذلك. تعرضت للضرب لنحو ثلاثة أرباع الساعة الى أن أمكن سحبي. اعتقدت أنني سأموت". حرب تعليقات على "يوتيوب" وفور تأكيد الصحافية سونيا دريدي تعرضها للتحرش في ميدان القاهرة وانتشار الفيديو على شبكة الإنترنت وجّه بعض الشباب المصري الاتهامات لمختلف الأحزاب المصرية عن طريق التعليقات على الفيديو، وتراوحت التعليقات ما بين الغضب الشديد من الإخوان والغضب المماثل من الأحزاب اليسارية وأعلام المعارضة، بينما اتجه البعض للتعامل مع الموضوع بسخرية دون توجيه الاتهام إلى طرف محدد. أحد التعليقات الطريفة كان: "حولوا "مصر مش عزبة" إلى "مصر شقة"، وكتب آخر: "الله يخرب بيتكوا يا فلول فضحتونا"، بينما سخر آخر ممن قام بذلك الفعل: "مصر مش عزبة.. مصر أتوبيس". ووصل الانزعاج والاستفزاز من التصرف الذي جرى في القاهرة بأحد المعلقين على الفيديو إلى حد أنه سمى مليونية الميدان ب"مليونية التحرش والفضايح".