كشفت صحيفة "الاسبانيول" الإسبانية عن بعض من كواليس مع وقع يوم الجمعة الماضي يوم أعلن المغرب عن الموقف المتجدد لإسبانيا بشأن الصحراء، مؤكدة أن قصر المونكلوا (قصر الحكم في إسبانيا) عاش ساعات من التوتر قبيل الإعلان. وعزت الصحيفة الإسبانية، وفق مصادرها الخاصة، التوتر الذي عاشته الحكومة الإسبانية، إلى تبليغها من الرباط بنشر بلاغ الديوان الملكي ساعات فقط قبل النشر، في حين أن رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز أرسل الرسالة المحتوية على الموقف الجديد من الصحراء يوم 14 من مارس. وقالت "الاسبانيول"، حسب مصادرها، إن الديوان الملكي رد كتابيا على رسالة سانشيز فقط عندما نشرت بعض مقتطفات الرسالة، الأمر الذي فسر، حسب الصحيفة ذاتها، الانتشار غير المتوقع للخبر في إسبانيا والتوتر الذي وقع في وزارة الخارجية الإسبانية و رئاسة الحكومة. وأضافت الصحيفة الإسبانية بكون وزارة الخارجية بفعل عدم علمها المسبق، أكدت فقط فقرات بلاغ الديوان الملكي، وأشارت أن الحكومة ستعلق على البلاغ خلال مؤتمر صحفي مبرمج من قبل في مدينة برشلونة. وأكد ذات المصدر الإسباني، أن "تفاجأ" الحكومة الإسبانية بالبلاغ، خلف شنآن كبيرا بينها وبين شركائها في الحكومة (حزب بوديموس) فضلا عن الحزب المعارض الرئيس، الحزب الشعبي، لكون الحزبين طالبا بمشاركة الحكومة ذلك للموقف الجديد قبل إعلانه في المغرب، في حين ردت الحكومة الإسبانية بأن عدم إخطارها للحزبين كان لرغبتها في حماية الدبلوماسية الإسبانية. وكشفت "الاسبانيول" بأن المحيطين برئيس الحكومة الإسبانية، دار بينهم نقاش ساخن ذلك اليوم، بسبب ما سموه بالإدارة الغريبة للحدث، حيث أعرب بعض المسؤولين في الحكومة بأن الحزب الاشتراكي الحاكم، سيترك وحيدا في لحظة حاسمة وبعد نهاية أزمة خطيرة مع المغرب، لكون الحكومة لم تخطر الأحزاب الرئيسة في البلاد. وأشارت "الاسبانيول" في ذات السياق أن عضوة الحزب الشعبي فالينتينا مارتينيز فيرو ذكرت للصحيفة ذاتها، بأن حزبها لن يرضى بخطاب الحكومة الحالي ويحتاج لتفسيرات ومعلومات حول المفاوضات والضمانات التي حصلت عليها إسبانيا من المغرب، لمعرفة مآلات تغيير موقف إسبانيا "التاريخي" من الصحراء. وأردفت مارتينيز فيرو للصحيفة الإسبانية، بأن طريقة تعامل الحكومة مع الحدث "فاشل تماما"، حيث حولت، حسب قولها، نجاحا كبيرا إلى فوضى واسعة في الحكومة الإسبانية. جدير بالذكر أن رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز سيمثل أمام مجلس الشيوخ الإسباني يوم الأربعاء المقبل، بغية تفسير الموقف الجديد لإسبانيا حول الصحراء المغربية، وشرح المفاوضات التي جرت مع المغرب بهذا الشأن وكذا تداعيات القرار الإسباني على السياسة والإقتصاد الإسباني، وفق "الاسبانيول".