ضربت مساعي وزير الخارجية الإسبانية خوسيه مانويل ألباريس في مقتل، بعد أن قرر كل من وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي ناصر بوريطة ونظيره الجزائري رمطان لعمامرة الحضور لبرشلونة للمشاركة ابتداء من الغد في منتدى الاتحاد من أجل المتوسط . وكان ألباريس قد عبر في غير ما خرجة إعلامية إلى رغبته في لعب دور الوساطة بين الرباطوالجزائر بعد قطع الأخيرة علاقاتها الدبلوماسية من جانب واحد ومنع الطائرات المغربية من المرور في أجوائها فضلا عن وقف إمدادات الغاز عبر خط المغرب العربي. وذكر تقرير من صحيفة "أي بي سي" الإسبانية أن مصادرها في وزارة الخارجية قالت إن بوريطة ولعمامرة اتصلا بالوزير الإسباني معتذرين عن وجودهما في الاتحاد من أجل المتوسط لتزامنه مع الاجتماع بين الاتحاد الأفريقي والصين اليوم وغدا في السنغال. وقال ألباريس في تصريح إعلامي سابق، "المغرب والجزائر شريكان استراتيجيان لإسبانيا؛ إنهما دولتان متجاورتان، دولتان صديقتان؛ نريد أن يتمتع شركاؤنا بأفضل العلاقات، وما سنحاوله هو العمل معهم لتحقيق منطقة الرخاء المشترك في غرب البحر الأبيض المتوسط؛ سنعقد الاجتماع الوزاري للاتحاد من أجل المتوسط في برشلونة يوم 29 نوفمبر،ستكون لحظة قوية، آمل أن تشارك الجزائر والمغرب في تحقيق متوسط مزدهر". ويتزامن رفض بوريطة لدعوة ألباريس مع تصاعد توترات دبلوماسية جديدة بين المغرب وإسبانيا هي الأشد من أزمة ماي الماضي، بعد أن قامت وزارة خارجية الأخيرة باحتجاج شفهي أرسلته إلى مدير السفارة المغربية بمدريد، بسبب ما اعتبرته "تعدي المغرب على المياه المحيطة بجزر شافاريناس" عبر تثبيت مزرعة أسماك قرب الجزر المقابلة لقرية راس الماء شمال شرقي المملكة. وشهد البرلمان الاسباني بغرفتيه، مذكرات احتجاج من أحزاب إسبانية أبرزها حزبي الشعب وفوكس، اللذان طالبا بلديهما بالرد "حزما" على المغرب بسبب ما سموه "استفزازات المغرب في المياه الإقليمية الإسبانية".