فيها شيء من خجل السوسيات وكثير من تواضع الأمازيغ، لكنها تخفي وراء كل ذلك يد طباخة ماهرة نجحت في الحصول على الميدالية الذهبية لأمهر الطهاة في العالم. حكت في الحوار الذي تتابعونه على « فبراير » كيف نجحت في استمالة اللجنة عبر وصفتها السحرية، بركوكش بزيت أركان وأملو. بركوكش كان عليها أن تنافس الطباخة السورية والطباخة السعودية والأردنية وطباخات ماهرات، وأن تقنع الحكم السويسري وأمهر الطهاة العالميين بأنها الأفضل ووصفتها الألذ والأشهى. تعود إلى البدايات، إلى طفلة كان يحلو لها أن تستنزف إذا صح هذا القول، مشتريات والدها من الخضروات واللحوم التي تصلح لأسبوع في ظرف يومين، تطبخ هذه الوصفة ثم تلك، ولا يهدأ لها بال، إلا بعد أن تكون الثلاجة قد فرغت تماما، فتلجأ إلى سريرها للنوم، في انتظار أن يحضر والدها مزيدا من الخضروات والبضاعة التي تشتغل عليها حسناء كأي خلية نحل نشيطة. حسناء المودن التي فازت بالميدالية الذهبية بدأت بخطوة صغيرة ثم خطوات صغيرة أخرى، واشتهرت في سوس عموما وأكادير خصوصا بمأكولاتها اللذيذة، حيث تتفنن في طهي الدجاج و»اللحم المعسل » والكسكس الأمازيغي ومأكولات أخرى، وأطباقها مطلوبة في الأعراس والمناسبات. طموحها أن تدرب أكبر عدد من الطاهيات، وأن تسهر على تخرج طباخات ماهرات، وأن تتوج نجاحها بمطعم رائد في أكادير وسوس عموما. حرصت على أن تشكر زوجها وأسرتها التي ساندتها، وأكثر شيء شدها في تجربتها فراقها عن أولادها لمدة تسعة أيام: » كان صعبا على أولادي أن أفارقهم لمدة تسعة أيام، خصوصا وقد اعتادوا على حضوري اليومي في حياتهم، لكنهم تفهموا في نهاية المطاف، أنني كنت أمام تحدي حقيقي وقد فزت ». تقرؤون أيضا: بالتمر والحليب والزغاريد في المطار..استقبال السوسية التي فازت بالميدالية الذهبية للطبخ