أثارت مهاجمة زوجة الصحافي حميد المهداوي بسبب ملابسها، أثناء استقبال زوجها بعد مغادرته السجن صباح اليوم الإثنين، جدلا وردود أفعال واسعة النطاق من مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي." واعتبر بعض النشطاء الفايسبوكيين، أن "الهجوم على زوجة المهداوي، بسبب ملابسها، هو محاولة لتهريب النقاش الدائر، حول حرية الصحافة والتعبير بالمغرب، ومحاولة ترويج الفكر الداعشي بالمغرب". وفي هذا السياق، عبر الفنان المغربي محمد الشوبي، عن غضبه من هذا الهجوم غير المفهوم على المهداوي وزوجته، قائلا "كل ملاحظاتهم تخص الأوساخ التي ترسبت بداخلهم من الموروث المكبوت لبدو الجزيرة العربية". " وقد تداولت صفحات فيسبوكية هذا التعليق على صورة بوشرى الخونشافي وهي تعانق زوجها المهداوي: " هذا الذي يسميه الجهال بالرجل الحر يدعي انه يحارب الفساد وينكر المنكر !! عجيب كيف له ان يترك فساد نفسه وزوجته المتبرجة شبه عارية ولا ينكر المنكر على نفسه وزوجته وهم اولى له من المسؤولين.. والله تعالى قال (قوا انفسكم واهليكم نارا) الإنسان يبدأ من نفسه وأهله اولا"." التدوينة التي تناقلها رواد مواقع التواصل بالكثير من السخرية والتعجب، واعتبروا أنها ترويج للفكر الداعشي الوهابي." و للإشارة فقد عانق الصحفي حميد المهداوي، مؤسس موقع "بديل أنفو" المتوقف عن الصدور، الحرية، في الساعات الأولى من صباح يوم الإثنين، بعد ثلاث سنوات من الإعتقال، وذلك بعد انتهاء مدة محكوميته داخل سجن تيفلت نواحي الرباط. ووجد المهداوي، الذي كان مدانا بتهم جنائية، في استقباله، أثناء خروجه من سجن تيفلت، أسرته الصغيرة المكونة من زوجته وطفليه، ومجموعة من الزملاء الصحافيين، والحقوقيين الذين آزروه منذ اعتقاله قبل ثلاث سنوات. وفي أول تصريح، له أمام منزله بمدينة سلا، قال الصحفي حميد المهداوي، صباح اليوم الاثنين:" دخلت للحبس راجل وخرجت منه راجل ونص، وأنا اليوم سعيد بحفاوة إستقبالكم". كما قدم المهداوي الشكر الجزيل لكل من تضامن معه، وسانده، قائلا" أنوه بالشعب المغربي الذي وقف بجانبي، أنا مرضي الوالدين، وزوجتي، وأولادي، وإخوتي، وكانوا لي نعم السند، و"تكرفصوا معايا خلال هذه السنوات". وتساءل المهداوي عن سبب تعرضه للظلم، و"التكرفيس" ععلى حد تعبيره طيلة هذه الثلاث السنوات، بتهم خرافية، وخيالية، إذ لم يتم تقديم أي تعليل منطقي على الحكم الذي صدر في حقي." وأضاف المهداوي، وبنبرة حزن وهو يتذكر ما عاشه في هذه الثلاث السنوات، أنا لا أحمل أي بغض في قلبي إتجاه أي شخص، ولا أتحدى أي أحد، وأنا إنسان صغير جدا، أساهم مع الشرفاء من أجل البلد ومن أجل الخير، وليست لنا أي أجندة أو إستراتيجية". وأشار المهداوي أنه طيلة فترة محكوميته، لم يخرق القانون داخل السجن، وظل في علاقة احترام وود، مع الحراس داخل السجن، قائلا أن "مسؤول مؤسسة سجنية كبيرة وصفني ب"رجل ونص"، وهناك من الحراس من ردد على مسامعي ما يثبت براءتي، و كانوا يتألمون للواقع الذي كنت أعيشه بالزنزانة.". وكانت محكمة الاستئناف في الدارالبيضاء قد أيدت، بتاريخ 6 أبريل 2019، الحكم الابتدائي الصادر في حق المهداوي على خلفية "حراك الريف"، والقاضي بسجنه 3 سنوات نافذة. وتوبع المهداوي بتهمة عدم التبليغ عن جناية المس بالسلامة الداخلية للدولة، حيث حكم عليه ب3 سنوات سجنا نافذا، وهي التهم، التي ظل المهداوي ينفيها طيلة فترة محاكمته، و كانت محط إدانة واسعة من طرف الحقوقيين.