تبليل الجسم بالماء وتهويته، شرب الماء والسوائل. Boire, Mouiller, éventer شرب، تبليل، تهوية توفي 15 ألف شخص من كبار سن بالخصوص، في فرنسا سنة 2003 في ظرف 3 أسابيع، بسبب موجة الحرارة. في نفس الفصل مات ما مجموعه 70 ألف شخص بأروبا لنفس السبب. في سنة 2010 توفي 56 ألف شخص بروسيا بسبب موجات الحرارة. وهكذا كل سنة تزهق عشرات بل مئات الالاف من الارواح بسبب موجات الحرارة. أظهرت دراسة بريطانية ان الوفيات بسب موجات الحر ستتضاعف بنسبة 257c/o في أفق سنة 2050 بسب التغيرات المناخية والديمغرافية. عندنا كذلك يموت الناس بالآلاف، لكن لا نعرف عددهم بالضبط، بسبب انعدام التشخيص أو بسبب سوئه أحيانا، فتحسب الوفاة لأسباب أخرى بينما الواقع أن الحرارة الشديدة هي السبب الاصيل. هناك اجراءان اثنان لهما أهمية مطلقة: أولا شرب الماء ضرورة حيوية للكبار والصغار. ثانيا وهذه مهمة جدا جدا: على الجميع وخصوصا كبار السن أن يبللوا اجسامهم بالماء (الوجه والاطراف أضعف الايمان) عدة مرات طيلة اليوم، وتعريض الأطراف المبللة للهواء والريح أو ريح المروحة الكهربائية أو اليدوية. عملية تبخر الماء من فوق الجسم بهذه الطريقة هي الحل للمساعدة على سحب الحرارة من داخل أجسامهم، ما دام كبار السن لا يتعرقون مثل الصغار والأقل سنا. هذه العملية بإمكانها انقاد حياة الالاف من الناس. مع التذكير بضرورة احترام الاجراءات الحاجزية ضد كوفيد 19: الكمامة، التباعد، الماء والصابون والمطهرات الكحولية، تهوية المنازل والمنشآت، عدم لمس الوجه باليدين قبل تطهيرهما. لمادا؟ المسنون تنقص لديهم قوة الاحساس بالحرارة، وينقص الاحساس بالعطش، وأجسامهم لا تعود لها القدرة على تصريف الحرارة عن طريق التعرق مثل الشباب، وتبقى الحرارة محتبسه داخل اجسامهم وتتصاعد، ولا تجد لها مخرجا الى ان تُجهد الجسم كله وتُعرض الاعضاء للتلف بشكل متسارع نحو الوفاة في اليوم نفسه او بعد ايام، ان لم يتم تدارك الامر. متى؟ مع الموجات الأولى للحرارة، أو عند امتداد فترات ارتفاع درجات الحرارة نهاراً وليلاً، وعلى مدى ايام، وخصوصا مع ارتفاع منسوب الرطوبة وغياب الرياح، يتعرض الجسم للإجهاد الحراري والضربة الحرارية. وجود الملوثات الهوائية يفاقم الامور. الفئات الاكثر عرضة للمخاطر؟ الجميع يتأثر بارتفاع درجات الحرارة، لكن هناك مجموعات تكون أكثر عرضة لمخاطر الوفاة جراء التعرض للحَرّ الزائد، منها: المسنّون والرضّع والأطفال، خصوصا قبل السن الرابعة، المرضى المزمنون، الحوامل، العاملون في الأماكن المفتوحة على الشمس، العمال اليدويون، الرياضيون، المرضى العقليون، الفقراء. الإجراءات الوقائية؟ 1 الحفاظ على برودة السكن: * الحفاظ على برودة المنزل بحيث تكون درجة حرارة الغرفة أقل من 32 درجة أثناء النهار و24 درجة خلال الليل، خصوصا للرضع والاطفال وللأشخاص فوق سن الستين أو من يعانون امراضا مزمنة. * أثناء النهار، اغلاق النوافذ لمنع تدفق الحرارة المفرطة من الخارج نحو البيت. في حال عدم توفر نوافذ خشبية او غيرها لمنع دخول الحرارة، يمكن تعويضها باستعمال ستائر أو أغطية أو بطانيات في وقت الحر. * أثناء الليل: فتح النوافذ والباب لخلق تيار هواءي أثناء الليل وفي الصباح المبكر، عندما تكون درجة الحرارة الخارجية أقل من الداخلية. * تجنب استعمال الإضاءة الكهربائية والأجهزة الكهربائية لتجنب رفع حرارة المنزل. * استعمال المكيَّف الهوائي ان وجد مع غلق الأبواب والنوافذ، لعدم تبذير الطاقة وتخفيض الضغط على التيار بالحي والمدينة لئلا ينقطع عن الجميع. * استعمال المراوح الكهربائية مفيد خصوصا بعد تبليل الجسم بالماء، فتبخر الماء فوق الجلد هو الذي يسحب الحرارة من الجسم للحفاظ على التوازن. فوق 35 درجة المراوح لا ترطب الجو. * من المهم شرب الماء والسوائل. 2 تجنب مصادر الحر: * استعمال أبرد غرفة في المنزل، خاصةً ليلاً. * إذا تعذَّر الحفاظ على برودة البيت، يستحسن قضاء ما بين ساعتين إلى ثلاث ساعات يومياً في مكان بارد (في أي مبنى عام بالحي مكيّف الهواء). * تجنَّب الخروج أثناء الأوقات الأشد حرارةً في اليوم من 11 صباحا الى 9 مساء. * تجنَّب النشاط البدني المُجهِد. وإذا كان ضروريا القيام بدلك فبين الرابعة صباحا والسابعة صباحاً. * البقاء في الظل ما أمكن. * عدم ترك الأطفال والاشخاص المسنين او المرضى او دوي الاحتياجات الخاصة داخل السيارات لوحدهم. 3 تبريد الجسم وإماهته: * الاغتسال بمياه باردة (درجتها أقل من حرارة الجسم دون افراط)، دون تجفيف الجسم بعد الحمام. * استعمال رشاش ماء بارد لتبليل الجسم وخصوصا الوجه والاطراف وجدع الجسم برذاذ بارد. وكبدائل يمكن استعمال كمادات باردة، أو مناشف مبللة. * ارتداء ملابس خفيفة وفضفاضة من المواد الطبيعية كالقطن، بيضاء او فاتحة اللون حتى لا تمتص الاشعة. * خارج البيت وضع قبعة عريضة الحافة أو غطاء للرأس ونظارة شمسية. * استخدِم أغطية وملاءات خفيفة خلال النوم. * شرب الماء باستمرار وقبل الاحساس بالعطش. * شرب السوائل بانتظام، عصائر، شوربة، ياوورت …. لمد الجسم بالأملاح، دون ان تكون باردة جدا لأن السوائل الصقعة تُذهب الاحساس بالعطش. * تجنّب الإفراط في القهوة والشاي لأنهما مدران للبول. * تناول وجبات خفيفة وعلى مرات متعددة في اليوم، والتركيز على الخضر والفواكه لمد الجسم بحاجياته من الماء والاملاح دون انهاكه. * الاتصال والاطمئنان على باقي أفراد الأسرة والأصدقاء والجيران والمعارف الدين يعيشون منعزلين، وزيارتهم مرة في اليوم ادا كانوا يعيشون بمفردهم. عند الشعور بالأعراض التالية: * العياء، دوار، عطش شديد، ألم بالرأس * تشنجات عضلية مؤلمة (خاصةً في الساقين أو الذراعين أو البطن) * غثيان، قيء، اسهال * أعراض جفاف جلدي واحمراره، مصحوب باحترار أو هذيان أو فقدان للوعي * اجتفاف الجسم والفم ونقص الوزن. يتوجب: * الانتقال بسرعة أو نقل الشخص المصاب إلى مكان بارد. * شرب بعض الماء أو عصير الفاكهة لإماهة الجسم. * الراحة في مكان بارد. * طلب المساعدة * خلع الملابس وتبريد الجسم برش الجلد بماء تتراوح حرارته بين 25 و30 درجة والكمادات المبللة الباردة. مع التهوية باستمرار. * قِياس درجة حرارة الجسم مع عدم أخذ الادوية المخفضة للحرارة. الحر والأدوية: * حفظ الادوية بعيدا عن الحرارة المفرطة في مكان درجة حرارته أقل من 25 درجة أو في الثلاجة ان كان ممكنا. * استشارة الطبيب المعالج حول بعض الادوية التي تفاقم مضاعفات الجفاف او تتأثر به: بعض ادوية القلب والضغط والهرمونات، مضادات الالتهاب… بالنسبة للأطفال: اعطاءهم الماء والسوائل للشرب، وأخذ الحمام عدة مرات في اليوم، تبريد الجسم بالماء، وتخفيف اللباس وحماية الطفل في اماكن باردة من البيت. العمل والرياضة: هناك كذلك نصائح خاصة بالعمال والرياضين لتجنب هذه المضاعفات الصحية من خلال: تأجيل بعض الانشطة او اعادة جدولة توقيتها في اليوم مع اتباع كافة الاحترازات السابقة، توفير نقط شرب المياه والشرب المستمر للسوائل وتبليل الجسم.