«إذا نجح هولاند في الانتخابات، لن أؤسس مصنعي بمارناز (ساڤوا العليا، شرق فرنسا قرب الحدود الإيطالية)». بهذه الكلمات توعد إيڤ بونتاز، وأوفى بوعيده. فهذا المقاول سينتقل إلى المغرب، حيث يقول إنه يشعر بأنه أكثر احتراما وتفهّما، ليطلق مشروعه للتركيب على مساحة 3 آلاف متر مربع، وبقدرة تشغيل ل400 شخص، حسب ما أعلنت عنه «Le Dauphiné libéré». «منذ أن وصل هولاند إلى سُدة الحكم لم يعد لدي مزاج العمل هنا. ساركوزي قام ببعض الأشياء غير السليمة لكنه تراجع عنها. ومونتبورغ (أرنو مونتبررغ، وزير تأهيل الإنتاج في حكومة جان مارك أيرو الحالية) يقدم أرباب العمل كأعداء. إذن، بالنسبة إلينا، انتهى الاستثمار»، يقول هذا العضو في حزب «الاتحاد من أجل حركة شعبية» (ينتمي إلى المعارضة حاليا بعد أن خسر نيكولا ساركوزي في الانتخابات الرئاسية وحزبه في الانتخابات التشريعية). المشكلة أن إيڤ مونتاز كان عازما على الاستثمار بمارناز؛ إذ خصص لذلك بقعة أرضية بالمنطقة الصناعية هناك، كما ذكرت «Le Parisien/Aujourd'hui»،، قبل أن يتراجع عن قراره. والسبب، بالنسبة إليه، يعود إلى «التكاليف الثقيلة في فرنسا» والقلق السياسي السائد حاليا. «حكومة هولاند لا تريد أن تفعل شيئا من أجل التنافسية. أثماننا لن تصبح، بهذا الشكل، تنافسية، وهذا شيء خطير»، يقول بونتاز في كتاب أصدره على شبكة الإنترنت تحت عنوان «السيد هولاند، لماذا تطردون المقاولين من فرنسا؟».
وعندما سألت «Le Parisien» عمدة مارناز، لويك إيرڤي، (وسط جديد) عن أبعاد هذا القرار، تمنى أن يغير إيڤ بونتاز رأيه لأنه «من المؤسف أن تؤدي جماعتنا الترابية ثمن اختلافات في وجهات النظر على المستوى السياسي». وعندما سألت الصحيفة باتريك لوكوت، المندوب العام ل«حركة مقاولي فرنسا» في المنطقة، عن الموضوع، أجاب: «ليس لدي شعور بوجود حركة بين رؤساء مقاولات ساڤوا العليا للانتقال إلى الخارج، فقط انطلاقا من السياق السياسي».
في كتابه «السيد هولاند، لماذا تطردون المقاولين من فرنسا؟»، وعلى امتداد 148 صفحة، يعبر مونتاز عن خيبة أمله في تمثل اليسار لأهل الصناعة والمقاولات الفرنسيين. ويقول إن الضغط الضريبي كبير على المقاولين وعلى تنافسية المصانع الفرنسية، وهو يعتبر الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند مسؤولا عن ضياع مئات الآلاف من مناصب الشغل. في كتابه الخامس الذي نشره خلال الحملة الانتخابية الأخيرة يقول إنه «على الفرنسيين أن يعرفوا أن بلدنا سيعرف إفلاسا، وسيتراجع ب50 عاما إذا نجح هولاند في الانتخابات الرئاسية» ويعتبر أن «اليسار لا يمكن أن يحكم بالنظر إلى ضعفه في الرياضيات»!
ومعروف أن إيڤ مونتاز، 73 سنة، جرّب حظه في السباق إلى الإيليزي في يناير 2012، لكنه فشل في جمع ال500 توقيع تزكية الضرورية، وهو يشغِّل 1800 شخصا، بينهم 350 بفرنسا. وحسب موقعه الإلكتروني، يقول رجل الصناعة إنه ضاق ذرعا من أن تتحول فرنسا إلى «أضحوكة العالم»! وهو يقوم الآن بالترويج لكتابيه الجديدين «بعد الضجيج، تطير الأحلام!» و«درس في النمو لنيكولا ساركوزي، 30 إجراء عمليا». يقول إن نسبة 85% من مشاريعه توجد في الخارج، وفي الثلاث أو الأربع سنوات المقبلة سينتقل من 110 إلى 160 مليون أورو كرقم معاملات. وهو يُشغّل أكثر من 1800 شخصا عبر العالم، في فرنسا، الولاياتالمتحدة، الصين، الهند، البرازيل، التشيك وتونس. لكنه يتأسف عن وضع رجال الأعمال في بلاده، إذ يقول «في أمريكا يستقبلونك كشخص مهم وفي فرنسا يجب أن تخفي سيارتك عندما توصل أطفالك إلى المدرسة!».