أعلنت وزارة العدل ، اليوم الأحد ، أن الملك محمد السادس أصدر عفوا لفائدة 5654 سجينا، وأصدر الملك أوامره باتخاذ جميع التدابير اللازمة لتعزيز حماية نزلاء المؤسسات السجنية والإصلاحية من انتشار فيروس كورونا المستجد. وذكر بلاغ للوزارة أنه « في إطار العناية الموصولة التي يحيط بها جلالة الملك محمد السادس ، نصره الله ، رعاياه المعتقلين بالمؤسسات السجنية والإصلاحية، تفضل مولانا أمير المؤمنين بإصدار عفوه المولوي الكريم على 5654 معتقلا ». وفي هذا الصدد سجل الباحث الأكاديمي والمحلل السياسي عتيق السعيد أن العفو الملكي يعد قرارا قانونيا يرتكز على منظومة قانونية و دستورية تتيح للملك صلاحيات منح العفو عن السجناء في مختلف ربوع المملكة، و بالتالي يعتبر ممارسة متداولة في تاريخ نظام الحكم بالمغرب ». وأوضح السعيد، في تصريح خص به « فبراير » أن هذه الممارسة تم تكريسها في مختلف الدساتير منذ دستور 1962، والتي منحت للملك الصلاحية في إصدار العفو، هذا الأخير يشمل أنواع مختلفة، فيشمل العفو مما تبقى من عقوبة الحبس أو السجن، أو التخفيض من ما تبقى من عقوبة الحبس، أو المرتبط بتحويل عقوبة السجن المؤبد إلى المحدد المدة، وأيضا العفو من العقوبة الحبسية ، و من عقوبتي الحبس والغرامة، والعفو من الغرامة، او التي تشمل قرارات العفو من تحويل حكم الإعدام إلى مؤبد أو محدد المدة. وبخصوص الأئحة التي شملها العفو، تزامنا مع الحرب التي يخوضها المغرب د جائحة وباء كورونا، قال السعيد إن » ان العفو عن السجناء في مختلف الظروف و المناسبات يعد إجراء اجتماعيا بصفة عامة وانسانيا بصفة خاصة كما هو الحال اليوم حيث استبشر المغاربة عفوا لفائدة 5654 سجينا، بعد ان أصدر الملك أوامره باتخاذ جميع التدابير اللازمة لتعزيز حماية نزلاء المؤسسات السجنية والإصلاحية من انتشار فيروس كورونا المستجد، وهي خطوة انسانية تاتي في سياق وطني استثنائي جراء مكافحة انتشار الوباء الجائحة، و هي خطوة انسانية رحيمة تجسد قيم التضامن و الت0زر الوطني، بالإضافة لما تعبر عنه هاته المبادرة الانسانية من حرص الملك على ااسلامة و العناية المواطنين اينما وجدوا، لاسيما في هاته الفترة العصيبة التي تمر منها بلادنا جراء هذا الوباء المستجد وتابع قائلا « ان العفو الملكي بشكل عام ،و في هذا السياق العصيب بشكل خاص ، يعتبر بمثابة الأمل المتجدد التي يتشبت به المواطن و يستشعر به في هاته الاجراءات الانسانية التي تضاف إلى إحداث صندوق مكافحة كورونا و ما تمخض عنه من ضخ للتبرعات المالية و اللوجستيكية والبشرية، لان أي إجراء يُنهي معاناة بعض الأسر هو إجراء إنساني يكرس لثقافة التلاحم حول الوطن ». ومضى يقول « و لعل العفو الذي أصدره الملك في هذا السباق دليل على العناية المولولية التي يحضى بها المواطن، و التي أكيد ستساهم في ضمد الجراح خصوصا في ضروف تكون لها أثر اجتماعية استثنائية، كما يساهم العفو الملكي من خلال الشروط التي يفرضها، ومسارات التأهيل والإصلاح، في عملية الضبط و التوازنات اجتماعية واسعة النطاق الإنساني المحض ».