وجه المعتقل على خلفية حراك الريف نبيل احمجيق وقائد حراك الريف ناصر الزفزافي، المتواجدين بسجن راس الماء بفاس، رسالة بمناسبة الذكرى 57 لرحيل محمد بن عبد الكريم الخطابي. وجاء في الرسالة التي تتوفر « فبراير » على نظير منها، « نقف اليوم عند محطة من المحطات الراسخة في تاريخ ريفنا و ذهن أبناءه بحلول الذكرى السابعة والخمسين لرحيل القدوة المجاهد و القاضي و المعلم صانع ملحمة التحرير محمد بن عبد الكريم الخطابي رضي الله عنه و ارضاه، محطة توثق لمدى استمرارية الدولة المغربية في نهج سياسة الحصار الممنهج نحو الخطابي و فكره و مضيها في تجريب كل السبل الممكنة لاقتلاع اسمه من الذاكرة و التاريخ لإحداث شرخ عازل بين حاضرنا و ماضينا النير ». قال الزفزافي وأحمجيق، إن « ذكرى رحيل الامير المجاهد مولاي محند اسكنه الله فسيح الجنان لا تعبر فقط عن تأريخ تراجيدي لمأساة الموت لرجل عظيم كابد الظلم و جابهه بل تعتبر تاريخ إدانة لاستمرارية عقلية إرادة الطمس و سياسة المسح التاريخي و الذاكراتي للمخزن الذي يعمل على تطهير التاريخ من الرموز الحقيقية و تفصيل أخرى على مقاسه و صنعها لنفي صفة الخذلان الملازمة لسيرورته، إذ بدل التعريف بسيرة و فكر الخطابي و جعله مرجعية للفكر التحرري كمنارة للمقاومة و الوفاء يتم بكل السبل محاربته و محاولة تطويق مشروعه لتقوية مأسسة التاريخ المنبني على الوهم و الخرافة ». وشدد المعتقلان على خلفية حراك الريف، على أن « الدولة المغربية أبانت في تعاملها مع الحراك الشعبي المبارك عن الفوبيا التي تلازمها في كل شيء مرتبط بتاريخ المقاومة و رموزها و عبرت عن نزعة الاقصاء و هي تمنع تخليدنا لذكرى رحيل الامير المجاهد الخامسة و الخمسين و أظهرت ذلك بصورة أوضح رغبتها في دفن كل النوازع التي تربط ريفنا بأمجاده التاريخية بخلق تيكيت التجريم بكل ما يتعلق بالخطابي و إدراجه ضمن الصك الاتهامي في محاكماتنا الصورية ». واعتبر دينامو الحراك وقائده، أن « محاولة شيطنة حراك الريف المبارك و صبغ أمجاده بألوان الفتنة و التآمر و التطبيل لشعارات المصالحة المزيفة لا تزيد فقط في توسيع هوة القطيعة بالاستثمار في تهميش و تعطيل كل الابعاد و الاستدلالات التي من شأنها كشف الدسائس و المغالطات المجمعة فيما يسمى بالتاريخ الرسمي و تحصين كل المسوغات التي بإمكانها هدم و نزع طابع الخرافة و الصفة الهلامية للرموز المخزنية المصطنعة ». وأكد المتحدثان على تشبثهم ب »ضرورة إعادة كتابة تاريخنا الحقيقي و تمشيطه من كل انماط التوهيم و التغليط و الافتراء المؤسسة للايديولوجية المخزنية و أول خطوة لذلك رد الاعتبار لتاريخ جدنا مولاي محند باعادة رفاته و البدء في بناء حقل الذاكرة الحقيقية و الاعتذار الرسمي عن السياسات الاقصائية و الخطابات الرسمية الاستعدائية و ما رافقها من الاساءة و الانتقاص عبر تجريم تاريخ الريف و رموزه و رجالاته و آخرها شيطنة حراكنا المبارك و ما وازاه من تطهير مادي و معنوي و نفسي بالقمع و الاغتيال و النفي و الاعتقال التي لا تعبر الا عن الاعتلال النفسي المشكل لبنية الدولة المخزنية و مدى أرقها من تصاعد رغبة الريفيين في التخلص من بنية الاستبداد و الظلم ». وختم المعتقلان رسالتهم الموجهة للرأي العام، قائلين إن « قبوعنا وراء الجدران الباردة و محاولة عزل الريف قسريا و تشديد القبضة القمعية بتوظيف ادوات القوة لا تزيدنا الا ايمانا بحقنا الطبيعي و الكوني في الحرية التي نستنشقها رغما عن انف السجان و تطلعاته في إبقاء الخوف مهيمنا على الذات الجماعية و الظلم طاغيا على مزاج الدولة المغربية و عقلها ».