افتتحت اليوم السبت بإفران، الدورة الثالثة للجامعة الشتوية، التي تنظمها الوزارة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج، بمشاركة مائة شابة وشابة من مغاربة المهجر. وتتمحور هذه الدورة التي تستمر ثلاثة أيام، على غرار سابقتها ، حول « العيش المشترك » كشعار ثابت لهذا الموعد السنوي المنظم بشراكة مع جامعة الأخوين، وكمنظومة قيم مبنية على تقوية التفاعل وترسيخ مبادئ المواطنة والدفاع عن القيم الحضارية القائمة على السلم والتسامح وقبول الآخر، في إطار متعدد الهويات والثقافات. وأكدت الوزيرة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج نزهة الوافي في افتتاح الدورة أن العيش المشترك حاضر بقوة بين مغاربة العالم « الذين كانوا دوما نموذجا للتفاعل والتواصل والتقارب مع الآخر داخل مجتمعات الاستقبال ». وقالت إن هذا البرنامج يأتي تفعيلا للاستراتيجية الوطنية للمغاربة المقيمين بالخارج الرامية الى تعزيز روابطهم ببلدهم المغرب و الحفاظ على هويتهم الوطنية ووشائجهم الانسانية ومساعدتهم على الاندماج ببلدان الاستقبال. وأضافت الوافي أن مبادرات الجامعة الشتوية تندرج في إطار برنامج الجامعات الثقافية التي دأبت الوزارة على تنظيمه منذ سنة 2009، مشيرة الى أن عدد المشاركين في هذا البرنامج وصل منذ انطلاقته الى ما يزيد عن 2800 من شابات وشباب مغاربة العالم. ومن جهته، دعا رئيس جامعة الأخوين أمين بنسعيد الى ضرورة بذل المزيد من الجهود لتحصين الهوية الوطنية والروحية لمغاربة العالم وخاصة الأجيال الجديدة ومساعدتهم على التصدي لمختلف التحديات المعاصرة التي تواجههم ببلدان الاقامة. و اعتبر بنسعيد هذه التظاهرة الشبابية فرصة للمشاركين لتعزيز تواصلهم ببلدهم المغرب والاطلاع على غنى وتنوع موروثه الثقافي ومنظومة قيمه المبنية على الحوار والتسامح و احترام الآخر. ويستفيد هؤلاء الشباب المتراوحة أعمارهم بين 18 و25 سنة خلال هذه الجامعة الشتوية، من ندوات وورشات يؤطرها أساتذة جامعيون وأكاديميون، تتطرق في مجملها لموضوع العيش المشترك من زواياه التاريخية والثقافية والتربوية والاجتماعية، وندوة حول مسار قضية الوحدة التربية للمملكة، فضلا عن زيارات ميدانية للتعريف بمؤهلات جهة فاس-مكناس.