تسعى بريطانيا الثلاثاء إلى تمرير قانون يمنع تخطي الفترة الانتقالية لبريكست نهاية العام 2020، بحسب ما صرحت الحكومة الثلاثاء، في خطوة أدت الى انخفاض سعر الجنيه وأثارت مخاوف في بروكسل من سباق ضد الوقت للتوصل الى اتفاق تجاري. فاز رئيس الوزراء بوريس جونسون بغالبية كبيرة في الانتخابات العامة التي أجريت الأسبوع الفائت على خلفية تعه ده تنفيذ بريكست بنهاية كانون الثاني/يناير 2020. وتلي خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي فترة انتقالية تجري خلالها لندنوبروكسل مفاوضات للتوصل إلى اتفاق تجاري. ووعد جونسون بالعمل « 24 ساعة في اليوم » للوفاء بوعوده الانتخابية. وصرح كبير مفاوضي بريكست في الاتحاد الأوروبي ميشال بارنييه أن الاتحاد سيفعل ما بوسعه لاتمام المهمة في الموعد المحدد. وصرح للصحافيين عند سؤاله ما إذا كان سيفي بالمهلة النهائية للتوصل الى اتفاق تجاري وتجنب خروج بريطانيا بدون اتفاق، « سنبذل أقصى جهودنا ». من ناحية أخرى قال نائب رئيس المفوضية الأوروبية فلاديس دومبروفسكيس ان المهلة النهائية « ستكون محدودة جدا » للتوصل إلى اتفاق طموح. وأضاف « سيكون من الصعب للغاية إجراء مفاوضات والتوصل إلى اتفاق تجاري شامل » ، وقال ان « الإطار الزمني صارم للغاية … وهذا يعني أن بعض الأمور ستكون بعيدة المنال ». سجل الجنيه الاسترليني ارتفاعا أمام الدولار واليورو بعد اعادة انتخاب جونسون والشعور بأنه بات من المؤكد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بنهاية كانون الثاني/يناير. لكن تلك المكاسب ضاعت الثلاثاء وسط مخاوف من أن عدم التوصل إلى اتفاق وهو ما يمكن أن يتسبب في حالة من الغموض والفوضى. وانخفض الجنيه بنسبة 1,4% مقابل الدولار. وانخفض سعر الجنيه إلى 1,3146 نحو الساعة 14,35 ت غ مقارنة مع 1,3332 عند الساعة 22,00 ت غ الاثنين. وعقد جونسون أول اجتماع لحكومته منذ الانتخابات الثلاثاء، ورحب بالوزراء الذين عادوا إلى الحكومة بعد نتيجة الانتخابات التي وصفها ب »المزلزلة »، وقال لهم « لم تشاهدوا شيئا بعد ». ومع عودة مجلس العموم، قال للنواب « هذا البرلمان لن يضيع وقت الأمة في حالة من الجمود والانقسام والتأخير ». وأضاف « سننفذ بريكست .. وسنلبي أولويات الشعب البريطاني .. بعد ثلاثة أعوام ونصف عام من الجدل ». ستحدد الملكة اليزابيث الثانية برنامج الحكومة التشريعي الخميس ويعتزم جونسون طرح اتفاق الانسحاب من الاتحاد الأوروبي أمام البرلمان الجمعة. إلا أن الحكومة تعتزم الحيلولة دون امتداد الفترة الانتقالية إلى ما بعد 2020 في بيان نوايا رسمي. وقال مصدر في الحكومة « لن نمدد فترة التنفيذ، وسيحظر مشروع قانون اتفاق الانسحاب الجديد بشكل قانوني موافقة الحكومة على أي تمديد ». وذكرت لندنوبروكسل إن جونسون تحدث هاتفيا الى رئيسة المفوضية الأوروبية الجديدة أورسولا فون دير لايين، واتفقا على بدء محادثات تجارية في أقرب وقت ممكن. وكتبت رئيسة المفوضية الاوروبية على تويتر « لقد اتفقنا على إطلاق مفاوضات في أسرع وقت ممكن حول الشراكة المستقبلية بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة. سنلتقي في بداية عام 2020. وستكون المملكة المتحدة دائما صديقا وشريكا وحليفا « . واوضحت انها ستلتقي جونسون في العام المقبل. وأضاف المتحدث باسم جونسون « كلاهما قالا إنهما سيعملان بقوة كبيرة لتحقيق الشراكة المستقبلية بحلول كانون الأول ديسمبر 2020 ». وتابع « والآن، ومع الوضوح التام للجدول الزمني الذي نعمل عليه، ستكون المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي قادرين على المضي قدما في هذا الصدد وأن تكون لهما علاقة مستقبلية كبيرة بحلول كانون الأول/ديسمبر 2020 ». وأكد المتحدث أن بريطانيا لا تزال تستهدف التوصل الى اتفاق تجارة حرة « على الطريقة الكندية ». وصرح دبلوماسي اوروبي بارز في بروكسل لوكالة فرانس برس « سيكون من الصعب للغاية التوصل الى اتفاق والمصادقة عليه خلال 11 شهرا ». وأضاف « إذا حدت المملكة المتحدة من خياراتها بشكل سابق لأوانه، وبالتالي سارت يعيون مغمضة باتجاه عدم التوصل إلى اتفاق وهو ما يريده أحد بنهاية 2020، فسيكون الاتحاد الأوروبي مستعد جيدا لتخفيف تأثيرات ذلك على الدول الأعضاء ». وطالب اتحاد الصناعات البريطانية بعدم تضييع الوقت والتوصل الى اتفاق تجاري جيد بالسرعة الممكنة. وقالت كارولين فيربيرن، المديرة العامة للاتحاد « لقد اكتفى قطاع الأعمال من حالة عدم اليقين، ويشارك رئيس الوزراء طموحه بالتوصل إلى اتفاق تجاري سريع بين الاتحاد الأوروبي ».