ساد التفاؤل مساء الاربعاء في بروكسل بشأن التوصل الى اتفاق مع لندن حول بريكست في ختام محادثات ماراتونية بين الطرفين، على أمل أن يكون العمل جاريا « لوضع اللمسات الأخيرة » عليه قبل بضع ساعات من بدء قمة دول الاتحاد الاوروبي. وقال الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون من تولوز (جنوب غرب فرنسا) حيث التقى المستشارة الالمانية انغيلا ميركل « أريد أن أصدق أن العمل جار لوضع اللمسات الاخيرة على اتفاق ». من جهته قال مصدر اوروبي لوكالة فرانس برس « نحن على وشك الانتهاء والوضع واعد »، مشيرا الى تسوية كل النقاط العالقة « باستثناء مسألة تطبيق الضريبة على القيمة المضافة بالنسبة لايرلندا الشمالية ». لكن دبلوماسيا أوروبيا آخر فضل سياسة الحذر قائلا « لم ننته بعد ». على الجانب البريطاني قال رئيس الحكومة بوريس جونسون خلال اجتماع لحكومته أن « هناك فرصة للتوصل الى اتفاق جيد، لكن لا تزال بعض النقاط عالقة ». وحتى الظهر لم تكن الاجواء اجواء تفاؤل، فقد صرح المفوض الاوروبي ديمتريس افراموبولوس أنه « لا تزال هناك مشاكل كبيرة عالقة بحاجة الى تذليل ». والدليل على صعوبة المفاوضات الجارية أن اجتماعا لكبير مفاوضي الاتحاد الاوروبي بشأن بريكست ميشال بارنييه مع سفراء الدول ال27 حول ما آلت اليه المفاوضات، حدد بداية في الساعة 12،00 ت غ قبل ان يرجأ الى الساعة 15،00 ت غ وبعدها الى الساعة 17،00 ت غ ليبدأ بعد ذلك بنصف ساعة. اما رئيس المجلس الاوروبي دونالد توسك فاعتبر أن « أسس الاتفاق » باتت « جاهزة » ويمكن أن تتحول الى واقع خلال ساعات. وتابع « نظريا سنكون قادرين غدا على إقرار هذا الاتفاق مع بريطانيا »، قبل أن يضيف « نظريا خلال سبع الى ثماني ساعات سيكون كل شيء بات واضحا ». وستكون قمة الاتحاد الاوروبي المقررة الخميس والجمعة الأخيرة مبدئيا قبل موعد الطلاق المقرر مع لندن في الحادي والثلاثين من اكتوبر. وتتركز المحادثات الجارية على عدد من النقاط الخلافية، بينها تجنب طريقة إعادة فرض حدود فعلية، بعد بريكست بين ايرلندا الشمالية المقاطعة البريطانية وجمهورية ايرلندا العضو في الاتحاد الاوروبي مع السماح بعمليات مراقبة جمركية، وحق سلطات إيرلندا الشمالية في مراقبة اتفاق الخروج الذي يرى فيه الأوروبيون حق تعطيل. واقترحت لندن أن تبقى إيرلندا الشمالية ضمن نطاق جمركي موحد مع المملكة المتحدة، مع تطبيق القواعد الأوروبية في الوقت نفسه على المنتجات المتوجهة إلى الاتحاد الأوروبي، وفق ما أكدت مصادر أوروبية. وينص الاقتراح على تطبيق الرقابة الجمركية في الموانئ والمطارات، عند دخول السلع إلى إيرلندا الشمالية، بحسب المصادر نفسها. والتقى بوريس جونسون ثلاث مرات خلال ثلاثة ايام ممثلين عن الحزب الوحدوي الايرلندي الشمالي للتأكد من دعمه لخطته. وتخشى دول الاتحاد الاوروبي رفض مجلس العموم البريطاني للاتفاق الجديد المحتمل على غرار ما حصل مرارا مع رئيسة الحكومة السابقة تيريزا ماي. ويبدو أن العلاقات التجارية المستقبلية بين دول الاتحاد الاوروبي والمملكة المتحدة كانت ايضا مثار بحث. وحذرت ميركل من أن المملكة المتحدة ستكون « منافسا جديدا » على أبواب الاتحاد الاوروبي بعد بريكست. وهناك ثلاثة سيناريوهات مطروحة على الطاولة حاليا حول مصير بريطانيا في الاتحاد الأوروبي، هي التوصل إلى اتفاق، أو عدم التوصل إلى اتفاق، أو مواصلة المفاوضات بعد القمة الأوروبية الخميس والجمعة. وفرضية إرجاء بريكست تبدو مطروحة. وفي حال عدم التوصل إلى اتفاق بحلول 19 أكتوبر، يفرض قانون بريطاني على بوريس جونسون أن يطلب إرجاء جديدا لموعد الخروج سيكون الثالث حتى الآن. لكن رئيس الوزراء استبعد ذلك أكثر من مرة. وأكد وزير بريكست البريطاني ستيف باركلي أمام لجنة برلمانية صباح الأربعاء أن الحكومة ستحترم هذا القانون، لكنه أكد مجددا أنه « من المهم أن نخرج في 31 أكتوبر » من الاتحاد الأوروبي. ويفترض أن يوافق البرلمانان الأوروبي والبريطاني على الاتفاق الذي سيتم التوصل إليه. ويجري الحديث فعلا عن احتمال عقد قمة إضافية في 31 أكتوبر.