رغم محاولات الأمير هاري وزوجته ميغان ميركل دوقة ساسكس، إبعاد حياتهما الخاصة عن تطفُّل وسائل الإعلام، لا يزال الزوجان الملكيان يتصدَّران أغلفة المجلات وعناوين الصحافة الصفراء إضافة إلى مواقع التواصل الاجتماعي، فهل هناك وصفة ما تنقذهما من تلك المضايقات المستمرة؟ صحيفة الغارديان البريطانية تناولت آخر فصول ما تتعرض له الأميرة ميغان من حملة تركزت على علاقتها برضيعها الذي أتمَّ شهرين فقط، وذلك من خلال تقرير للكاتبة جين مارتينسون، قالت فيه إنها تشعر بالخجل، لأنها لم تسمع قط عن مُصطلح «تجريح الأُم» حتى قرأت أنَّ ميغان ماركل، دوقة ساسكس، تعرضت لانتقادات على موقع إنستغرام، لعدم حملها طفلها الجديد بالطريقة الصحيحة. وحين بحثت عن الخبر على الإنترنت، كانت القصص الإخبارية السائدة في صُحف «ذا صن» و «ديلي ميرور» و «ديلي إكسبريس» تتحدث عن طريقة حمل ميغان لطفلها آرتشي. على الرغم من أن «مُتصيّدي الأخطاء القاسين» كانوا مجهولي الهوية إلى حدٍ كبير، فإن الصحف نقلت تعليقاتهم على نطاقٍ واسع، ووفقاً لما ذكرته صحيفة ديلي ميرور، كتب أحد المُعلّقين: «لماذا لا تستطيع حمل الطفل بطريقة صحيحة بعد شهرين من الولادة؟ من الواضح أنَّ المُربّية هي التي تعتني به غالبية الوقت». علاقة متوترة بالصحافة ولعل من الإنصاف القول إنَّ العلاقة بين الممثلة الأمريكية، زوجة الأمير هاري، والصحافة قد وصلت إلى مستويات جديدة من الفتور. فعلى الرغم من وجود علاماتٍ بالفعل على أنَّ وسائل الإعلام قد فقدت اهتمامها وشعورها العميق بالحب تجاه ميغان في وقتٍ سابق من هذا العام، فإن دوقة ساسكس لم تحصل حتى على التعاطف المعتاد الذي يُمنح للأمهات الجدد. إذ لجأت الصحف إلى «خبيرٍ في لغة الجسد» الأسبوع الماضي، لتأكيد حالة العداء بين ميغان وقرينة شقيق زوجها، كيت ميدلتون. إذ قال الخبير إنَّهما «اثنتان من الأمهات المُحاصَرات والتائهات وسط عالمهما الخاص». وبدلاً من الإشارة إلى أنَّهما يعتنيان بمولودٍ جديد وثلاثة أطفال صغار، تحدَّث الخبير كما لو كان ذلك الأمر غير معتاد. الرغبة في الخصوصية ثم كانت هناك حقيقة أنَّ ميغان ظهرت مرتديةً الجينز في بطولة ويمبلدون للتنس، وطلبت من الأمن منع الناس من التقاط الصور. وفي جوهر هذا الجدل، تكمُن رغبة كلٍّ من هاري وميغان في الحفاظ على أكبر قدرٍ ممكن من الخصوصية، فيما يتعلَّق بحياتهما العائلية والسيطرة على صورتهما أمام الرأي العام. وأدَّى قرار رفض حضور وسائل الإعلام مراسم تعميد آرتشي –ومن ثمَّ حرمان الإعلام من الصور المربحة للعرَّابين الذين يحملون أحدث عضوٍ في العائلة الملكية البريطانية- إلى إثارة غضب الصحافة. الصحفي والمذيع البريطاني بيرس مورغان يمثل نقطة الارتكاز المُقابِلة في أيّ انتقادٍ لميغان عادةً، إذ كتب في الأسبوع الماضي: «دليلٌ من 10 نقاط لتصبحي أميرة مشهورة… كل ما عليك فعله لمساعدة المؤسسات الخيرية هو الحضور، والمصافحة، وإبداء التعاطف، والاستماع»، ممجِّداً بذلك فضائل جيلٍ من أفراد العائلة الملكية الذين فعلوا ذلك ولم يحلموا بالشهرة أو العمل في فيلمٍ سينمائي قط. وعلى الرغم من أنَّ التغطية الإعلامية لميغان، التي تبلغ من العمر 37 عاماً ولديها حياةٌ مهنية وحياةٌ خاصة، كانت لا تطاق في بعض الأحيان، لكن الزوجين الملكيين يؤديان لعبةً خطيرة في حال كانا يعتقدان أنَّ باستطاعتهما الابتعاد تماماً عن وسائل الإعلام. ويتجلَّى ذلك حين تُطلب أموال دافعي الضرائب لظروفٍ استثنائية لا يراها أحدٌ منا، عكس حفلات الزفاف. شعور عدائي تجاه العائلة الملكية وفي دولةٍ يعيش كثير من مواطنيها في سكن دون المستوى الملائم، ودون أن يمتلكوا القدرة على شرائه مُطلقاً، تُمثِّل تكلفة إسكان العائلة الملكية القضية الأبرز في هذا الشأن. وقال مصدرٌ مُطّلعٌ على الشأن الملكي سابقاً: «هذه هي أشهر القصص الخبرية حول أعمال التجديد السكنية». إذ تسبَّبت تكلفة تجديد قصر بكنغهام، التي بلغت 369 مليون جنيه إسترليني (463.5 مليون دولار) عام 2016، في إثارة بعض الغضب رغم تأكيدهم أهمية المبنى التاريخي، وأنَّ ذلك جاء في وقت احتاجت فيه البلاد بعض مظاهر الزهو والبهاء. وبهذا نصل إلى حالة الغضب إزاء تكلفة أعمال ترميم وتجديد منزل دوقة ساسكس الجديد في أراضي قلعة وندسور. إذ كشفت الحسابات عن إنفاق 2.4 مليون جنيه إسترليني (3.02 مليون دولار) من أموال دافعي الضرائب على تحويل خمس وحدات سكنية إلى منزلٍ واحد. وعلى الرغم من أنَّ المسؤولين الإعلاميين أكَّدوا الحاجة إلى تجديد شبكة أنابيب المياه، كانت هناك شائعات عن استدعاء مُصمّمي ديكور وشراء حمام نحاسي بقيمة خمسة آلاف جنيهٍ إسترليني (6.266 دولار أمريكي). ترف ملكي من جيوب دافعي الضرائب وحين تتحدث إلى أيّ شخص كان يعمل لدى العائلة الملكية، سيُخبرك بأنَّه من السخافة الإشارة إلى أنَّ ميغان وهاري يُمكنهما زيارة متجر «إيكيا» لتزيين منزلهما الأول، وتُشير هذه الحجة إلى أنَّ الشكاوى حول إنفاق كثير من الأموال على منزلٍ أمر سخيف، حين تُقارَن بالمبلغ الذي يُنفَق على العائلة الملكية بأكملها، سواءً كانت السياحة تُدِرُّ عوائد أو لا. وهذا طريقٌ خطير يجب ألا تسلُكه العائلات الملكية بالطبع. إلى جانب أنَّ الأخبار والتقارير الصحفية، مثل تلك التي ظهرت في مجلة بيزنس إنسايدر العام الماضي، وتناولت بالتفصيل نمط حياة 13 من أفراد العائلة الملكية الذين يعيشون في قصر كنسينغتون على الأقل، تُذكّر دافعي الضرائب في المملكة المتحدة بعدد أفراد العائلة المالكة. لقد حاول هاري التحايُل على الصحافة الصفراء، ويتعيَّن عليه حالياً، هو وميغان، التساؤل حول كيفية نجاح صناعة -تشهد تراجعاً على مدار الأعوام ال20 الماضية- في الاحتفاظ بمثل هذا القدر من النفوذ والتأثير. ولكن هناك قواعد مختلفة للتعامل مع هذا الأمر، بصفتهم موظفين عموميين. ويسلّط تعامل الإعلام مع ميغان الضوء على بعض أسوأ جوانبه القاسية، لكن التمتُّع بحياةٍ خاصة حقيقية حقٌ مكفولٌ لأولئك الذين لا يتقاضون أموالاً من الدولة فقط. وعلى الرغم من أنَّ الملكية البريطانية تعيش واحدةً من أبهى لحظاتها الآن، في ظل وجود ملكةٍ بالتسعينيات من عمرها على رأس الدولة، فإن النوايا الحسنة قد تضيع أدراج الرياح في اللحظة التي يستغرقها اختيار لون الطلاء من شركة Farrow & Ball البريطانية.