كثف قادة الاحتجاجات في السودان الأربعاء ضغوطهم على المجلس العسكري الانتقالي بتهديدهم بإعلان إضراب عام والدعوة إلى مسيرة مليونية للمطالبة بتسليم السلطة إلى إدارة مدنية. من ناحيته دعا المجلس العسكري الذي تولى السلطة بعد الاطاحة بالرئيس عمر البشير في وقت سابق من هذا الشهر، قادة المحتجين إلى اجراء محادثات في وقت لاحق الاربعاء. وردا على سؤال عن الخطوات التي سيتخذها قادة الاحتجاجات في حال لم يسلم المجلس العسكري السلطة لإدارة مدنية، قال صديق فاروق الشيخ أحد قادة « الحرية والتغيير » للصحافيين « لدينا خطوات تصعيدية. سنسي ر مواكب مليونية كما أننا نحضر لإضراب شامل ». وأكد أنه يجري التخطيط ل »مسيرة مليونية »، مؤكدا دعوة تجمع المهنيين السودانيين الذي أطلق الاحتجاجات ضد البشير في ديسمبر. من ناحيته ذكر أحمد الربيع القيادي البارز في التجمع « نحن ندعو إلى مسيرة مليونية الخميس ». ولأول مرة أعلن القضاة السودانيون انضمامهم الخميس إلى آلاف المحتجين في الاعتصام أمام مقر الجيش وسط الخرطوم. وقال بيان صادر عن قضاة السودان « غدا باذن الله (سيبدأ) موكب قضاة السودان الشرفاء من أمام المحكمة الدستورية الساعة 4,00 مساء (14,00 ت غ) الى القيادة العامة دعما للتغيير ولسيادة حكم القانون ومن اجل استقلال القضاء ». وبدأت التظاهرات في بلدة عطبرة في 19 ديسمبر ضد قرار الحكومة زيادة أسعار الخبز ثلاثة أضعاف. إلا أنها سرعان ما تحولت إلى احتجاجات عمت البلاد ضد حكم البشير. وقال المجلس العسكري إنه سيتولى السلطة لمدة عامين. علق قادة الاحتجاجات الأحد محادثاتهم مع المجلس العسكري بسبب رفضه نقل السلطة فورا. وأعلن المجلس الاربعاء دعوة قادة المحتجين إلى اجتماع آخر مساء الاربعاء في القصر الرئاسي. ويعتصم الالاف أمام مقر الجيش وسط الخرطوم حتى قبل الاطاحة بالبشير، وتوعدوا بعدم مغادرة الموقع حتى تتم تلبية مطالبهم. وأيدت واشنطن مطالب المحتجين بدعوتها إلى الحكم المدني. وقالت مسؤولة وزارة الخارجية ماكيلا جيمس لوكالة فرانس برس الثلاثاء « نؤيد المطلب المشروع للشعب السوداني بحكومة يقودها مدنيون، نحن هنا لتشجيع الطرفين على العمل معا لدفع هذا المشروع قدما في أسرع وقت ». وتابعت جيمس، المكلفة شؤون شرق إفريقيا في وزارة الخارجية والتي تزور الخرطوم حاليا « لقد عبر الشعب السوداني بشكل واضح عما يريد ». والثلاثاء أكد البيان الذي صدر في ختام القمة التشاورية للشركاء الاقليميين للسودان في القاهرة، أن المشاركين في هذه القمة، أوصوا مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الافريقي ب »أن يمدد الجدول الزمني الممنوح للسلطة السودانية مدة ثلاثة أشهر ». وكان الاتحاد الإفريقي هدد في 15 الشهر الجاري بتعليق عضوية السودان إذا لم يسلم المجلس العسكري الانتقالي السلطة للمدنيين ضمن مهلة 15 يوما. والأربعاء أكد رشيد السيد المتحدث باسم تجمع المهنيين السودانيين أن « ما يحدث في السودان هو شأن داخلي ». وقال « نحن نراهن على استمرار الاحتجاجات والمحتجين ».